العربي عمر ياغي يفوز بجائزة نوبل للكيمياء

العربي عمر ياغي يفوز بجائزة نوبل للكيمياء

فاز العربي عمر ياغي، بالمشاركة مع عالمين من اليابان والمملكة المتحدة، بجائزة نوبل في الكيمياء لتطويرهم هياكل جزيئية يمكن استخدامها في احتجاز ثاني أكسيد الكربون أو استخلاص الماء من الهواء في الصحراء.

سيتقاسم ياغي، الأردني من أصل فلسطيني وحامل الجنسية السعودية، الباحث بجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة، والبريطاني ريتشارد روبسون، الباحث بجامعة ملبورن في أستراليا، والياباني سوسومو كيتاغاوا، الباحث بجامعة كيوتو في اليابان، قيمة الجائزة البالغة 11 مليون كرونة سويدية (1.2 مليون دولار) “لتطويرهم هياكل فلزية عضوية”، بحسب ما ورد في بيان صدر الأربعاء عن الأكاديمية الملكية السويدية، ومقرها في ستوكهولم.

وأفادت الأكاديمية في بيان: “نجح الباحثون الثلاثة في إنشاء هياكل جزيئية ذات مساحات كبيرة يمكن للغازات والمواد الكيميائية الأخرى أن تتدفق من خلالها، ويمكن استخدام هذه الهياكل المعدنية العضوية في استخلاص المياه من هواء الصحراء، أو التقاط ثاني أكسيد الكربون، أو تخزين الغازات السامة، أو تحفيز التفاعلات الكيميائية”.

جائزة نوبل للكيمياء

وأشاد هاينر لينكه، رئيس لجنة نوبل للكيمياء، بالعلماء الثلاثة بعدما “وجدوا طرقاً لصنع مواد جديدة كلياً، تحتوي على تجاويف كبيرة”، وشبّه لينكه وظيفة هذه المواد بحقيبة هيرميون جرينجر في سلسلة “هاري بوتر”، التي تبدو صغيرة من الخارج لكنها واسعة من الداخل . وأضاف: “يمكن لهذه المواد تخزين كميات ضخمة من الغاز في حجم صغير جداً”.

ويحصل الفائز أو الفائزين بجائزة نوبل للكيمياء على جائزة قيمتها 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1.17 مليون دولار)، بالإضافة إلى ميدالية ذهبية مقدمة من ملك السويد.

وجائزة نوبل للكيمياء هي ثالث جائزة يعلن عنها سنوياً بعد جائزتي الطب والفيزياء.

نوبل في مجالات أخرى

كانت الأكاديمية منحت الثلاثاء جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2025، إلى البريطاني جون كلارك، والفرنسي ميشيل ديفوريت، والأميركي جون مارتينيس، لاكتشافهم “نفقاً ميكانيكياً كمياً عيانياً وتكميماً للطاقة في دائرة كهربائية”.

والاثنين، ذهبت جائزة نوبل في الطب لعام 2025 إلى الأميركيين ماري برونكو، وفريد ​​رامسديل، والياباني شيمون ساكاجوتشي، تقديراً لأبحاثهم المتعلقة بالتحمل المناعي الطرفي، الذي يمثل التحمل المناعي الذي تصل إليه بعض الخلايا بعد بلوغ مرحلة النضج، ما يفتح آفاقاً جديدة لعلاجات مبتكرة لأمراض المناعة الذاتية والسرطان.

وأرجعت الهيئة المانحة للجائزة، فوز الثلاثة إلى أنهم اكتشفوا كيفية التحكم في الجهاز المناعي.

اكتشافات غيرت حياة الناس

وأشارت إدارة الجائزة إلى 3 اكتشافات كيميائية غيرت حياة الناس، وهي رسم خرائط الجزيئات التي جعلت تصنيع الدواء أسهل، وحصل دوروثي كروفوت هودجكين على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1964. والثاني هو اكتشاف ملفين كالفن كيفية تحويل النباتات لثاني أكسيد الكربون إلى كربوهيدرات، ورسم صورة واضحة لسلسلة معقدة من التفاعلات، فنال الجائزة عام 1961.

أما الاكتشاف الثالث فيتمثل في نجاح فرانسيس أرنولد، بإجراء أول تطور موجه للإنزيمات، ما أدى إلى تصنيع مواد كيميائية أكثر ملاءمة للبيئة، ما جعلها الأحق بالفوز بالجائزة عام 2018.

والعام الماضي، فاز ديفيد بيكر، وديميس هاسابيس، وجون جامبر، بجائزة نوبل للكيمياء عن أبحاثهم في مجالي “تصميم البروتينات الحاسوبية”، و”توقع بنية البروتين”.

وتصميم البروتينات الحاسوبية هو مجال بحثي متقدم يجمع بين علوم الأحياء الحاسوبية والهندسة الحيوية بهدف إنشاء بروتينات جديدة أو تحسين بروتينات موجودة باستخدام تقنيات المحاكاة الحاسوبية، وتُعتبر هذه العملية نقلة نوعية في قدرة العلماء على تصميم جزيئات حيوية ذات وظائف محددة، مع تطبيقات محتملة في الطب، والصناعة، والبيئة.

مجالات جوائز نوبل

في 27 نوفمبر 1895، وقّع مخترع الديناميت رجل الأعمال السويدي ألفريد نوبل (1833–1896)، وصيته الأخيرة التي خصص فيها الجزء الأكبر من ثروته لمنح سلسلة من الجوائز تحمل اسمه لأصحاب الإسهامات المتميزة في العلوم والأدب والسلام سنوياً، لكنها توقفت خلال الحربين العالميتين.

ومن بين الجوائز، جائزة الكيمياء المخصصة لمن يحقق “أهم اكتشاف أو اختراع في مجال الكيمياء”. وأضيفت إلى جوائز نوبل، لاحقاً جائزة للاقتصاد، والتي يمولها البنك المركزي السويدي.

وبعد أكثر من قرن من الزمان على انطلاقها، لا تزال جوائز نوبل راسخة في تقاليدها، إذ تُعلن أسماء الفائزين في شهر أكتوبر من كل عام، بينما تُسلّم الجوائز رسمياً في احتفالات فخمة تقام في 10 ديسمبر، وهو تاريخ وفاة نوبل، تحضرها العائلتان الملكيتان في السويد والنرويج.

نقلاً عن: الشرق بلومبرج

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف