العقارات الصناعية واللوجستية وجهة المطورين الجديدة في السعودية

تشهد سوق العقارات الصناعية واللوجستية في السعودية طفرة لافتة، مع تسارع وتيرة التوسع في مشاريع المستودعات الحديثة وارتفاع الطلب من قبل الشركات المحلية والعالمية، وبينما أضاف المطورون 1.3 مليون متر مربع من مساحات التخزين الجديدة خلال النصف الأول من 2025، قفزت الإيجارات بمختلف المدن الكبرى، وفق شركة “نابت فرانك” للاستشارات العقارية.
“على الرغم من هذا النمو في المعروض، ارتفع متوسط الإيجارات في الرياض وجدة والدمام بشكل كبير ما يبرز النمو المستمر للطلب خاصة على المرافق الحديثة عالية الجودة. وبالإضافة إلى المعروض القائم، تشير وفرة الأراضي الصناعية المخدومة ضمن مخططات لوجستية رئيسية إلى استمرار التوسع في المرحلة المقبلة” بحسب فيصل دوراني، الشريك ورئيس الأبحاث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى “نايت فرانك”.
تسعى المملكة إلى ترسيخ موقعها كمركز لوجستي محوري على خريطة التجارة العالمية، عبر استراتيجية شاملة تهدف إلى رفع كفاءة سلاسل الإمداد وتعزيز موقعها كممر رئيسي يربط الشرق بالغرب. يستند ذلك إلى استثمارات مخططة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية خلال الفترة من 2023 إلى 2034 بنحو 1.6 تريليون ريال، تُنفذ من خلال شراكات مع القطاع الخاص وعدد من الدول، بحسب تصريحات سابقة نقلتها “الشرق” لوزير النقل والخدمات اللوجستية صالح الجاسر.
الرياض ترسخ مكانتها
عززت العاصمة الرياض مكانتها كمركز الخدمات اللوجستية الرئيسي في المملكة خلال الشهور الستة الأولى من العام مع نمو مساحات التخزين 3.5% إلى 28.9 مليون متر مربع، والمرافق الصناعية بنسبة 1.4% إلى 16.2 مليون متر مربع، بحسب التقرير.
وبلغ الطلب على المستودعات الحديثة والمنشآت اللوجستية عالية الجودة أعلى مستوياته على الإطلاق، خاصة في الرياض، ما دفع الإيجارات الصناعية في العاصمة للنمو 16% على أساس سنوي مع بلوغ نسبة الإشغال الإجمالية 98%.
كما ارتفع المعروض الإجمالي من مستودعات التخزين في جدة بنسبة 1.4% إلى 20.1 مليون متر مربع مدعوماً بدورها الاستراتيجي كبوابة المملكة على البحر الأحمر. أما في الدمام، فارتفعت مساحة المستودعات بنسبة 0.7% إلى 8 ملايين متر مربع. وزادت الإيجارات بنسبة 8% في جدة و9% في الدمام.
طالع أيضاً: أرامكو وDHL تسعيان لتأسيس مركز لوجستي مشترك في السعودية
تحول اتجاهات الطلب
يأتي ذلك بينما تشهد اتجاهات الطلب تحولات كبيرة، حيث يتزايد الطلب على المرافق المتخصصة مثل مستودعات التخزين البارد، لا سميا من سلاسل إمداد الأدوية والأغذية ومراكز البيانات الضخمة مع توسع شركات تكنولوجية عملاقة مثل “جوجل” و”أوراكل” و”هواوي” في المملكة.
تسعى المملكة في إطار “رؤية 2030” لتحقيق الأمن الغذائي إلى جانب توطين العديد من الصناعات على رأسها صناعات الأدوية، كما تطمح لأن تصبح مركزاً إقليميا للذكاء الاصطناعي الذي يتطلب إنشاء مراكز بيانات ضخمة.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج