العقل السري لاكتشاف نجوم ريال مدريد يبدأ صناعة جيل مغربي
قليلون في العالم يعرفون أكاديمية ريال مدريد كما يعرفها الخبير الإسباني أبيان بيردومو؛ فالرجل أمضى 13 عاماً في العمل داخل “لا فابريكا” في مدينة فالديبيباس الخاصة بالنادي الملكي، بينها أربعة أعوام كمدير للمنهجية والتكوين.
خلال تلك الفترة، مرَّ بين يديه مئات اللاعبين الذين أصبح بعضهم نجوماً والبعض الآخر ما زال يطرق أبواب الفريق الأول. هذه التجربة العميقة جعلته محل
اهتمام دول عدة، قبل أن يحط رحاله أخيراً في المغرب ليكون جزءاً من مشروع كروي ضخم تقوده الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
من مقرّه الجديد في الرباط، يتحدث بيردومو عن أسباب تركه لمدريد، وعن طموحه في المساهمة في طفرة كرة القدم المغربية التي أصبحت حديث العالم.
قرار الرحيل… حين يغيّر القدر المسار
يقول بيردومو في حوار مع صحيفة “AS”، إن رحيله عن ريال مدريد لم يكن مخططاً، بل جاء نتيجة تغيّر في الدور الذي طُرح عليه داخل النادي، وهو دور لم
يشعر بأنه يناسب تطلعاته المهنية. في الوقت نفسه تلقى عدة عروض، من بينها عروض مغرية من أندية في السعودية، لكنه وجد أن مشروع المغرب هو الأكثر
توازناً وجاذبية.
وقال بيردومو : “كنت مستمتعاً بعملي في مدريد، لكن الخيارات الجديدة فرضت نفسها. بعد دراسة عميقة، رأيت أن الفرصة في المغرب تحمل إضافة حقيقية”.
الانبهار بمركز تدريبات المنتخبات الوطنية في المغرب
منذ اللحظة الأولى لدخوله المركز التدريبي للمنتخبات الوطنية المغربي في الرباط، أدرك بيردومو أنه أمام مشروع غير عادي.
المدينة الرياضية التي تقع بجوار مطار “الرباط – سلا”، تمتد على مساحات واسعة، وتضم أكثر من عشرة ملاعب عالية الجودة، إلى جانب صالات تدريب حديثة ومرافق طبية متقدمة.
ويضيف: “المغرب يملك بنية تحتية مذهلة. لم أتوقع هذا المستوى. لديهم نظام تكنولوجي متطور لمتابعة اللاعبين داخل المغرب وخارجه. شعرت فوراً أنني في مكان مثالي لمواصلة مسيرتي”.
المثير في نظره أن المشروع ليس مجرد خطة رياضية، بل مشروع دولة يستثمر في المستقبل، إذ تمتلك المغرب أربعة مراكز تكوين كبرى، مع خطط لافتتاح مركز خامس قريباً.
تتمثّل مهمتي في التنسيق واكتشاف المواهب بدءاً من منتخب أقل من 23 عاماً وصولاً إلى الفئات السنية الأصغر
أبيان بيردومو لصحيفة AS
المهمة الجديدة: بناء منهج موحّد لصناعة المواهب
يعمل بيردومو حالياً ضمن لجنة “يقودها الخبير المعروف” فتحي جمال، أحد أبرز العقول في كرة القدم المغربية. وتتمثل مهمته في وضع إطار منهجي موحد
لجميع الفئات السنية من منتخب تحت 23 سنة حتى أقل الفئات، إضافة إلى تطوير دور مراكز التكوين في اكتشاف وصقل المواهب.
ويشرح بيردومو قائلاً: “أركز على إعطاء معنى واحد للمنهجية العامة، وتطوير عملية الاستقطاب والتكوين. ندرس كل التفاصيل ونحلل العمل القائم لنضمن
تكوين وإعداد لاعبين قادرين على المنافسة عالمياً”.
المغرب… قوة صاعدة في كرة القدم العالمية
لا يخفي بيردومو إعجابه بما تحقق في السنوات الأخيرة، مؤكداً أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو العالمية. ويشير إلى أن الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم
2022 والنجاح في بطولات الفئات السنية ليس صدفة، بل نتيجة عمل متراكم.
ويقول بثقة: “المغرب يمتلك الإمكانات ليكون من كبار كرة القدم في العالم خلال سنوات. العمل الذي يقومون به منظم وطموح”.
ملف الازدواجية الدولية… تركيز على المستقبل
عن مسألة اللاعبين أصحاب الجنسية المزدوجة مثل لامين يامال، يؤكد بيردومو أن المغرب تجاوز مرحلة الحسرة، ويركز على من يريد تمثيل المنتخب.
وقال: ” لقد قدموا كل ما يمكن لمحاولة إقناع يامال، لكنهم تجاوزوا ذلك ويركزون على المواهب المتاحة والراغبة”.
ويشير إلى نجاحات واضحة في هذا الجانب، أبرزها أشرف حكيمي وبراهيم دياز، اللذان يعتبران مثالين يحتذى بهما في إقناع لاعبين آخرين بالانضمام إلى المغرب.
نقلاً عن: الشرق رياضة
