“العناني” أمام لحظة الحسم.. انطلاق انتخابات اليونسكو غدًا ومصر تراهن على مرشحها لخلافة أودري أزولاي

“العناني” أمام لحظة الحسم.. انطلاق انتخابات اليونسكو غدًا ومصر تراهن على مرشحها لخلافة أودري أزولاي

تنطلق غدا الاثنين، الانتخابات على منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» للفترة 2025-2029، حيث يشتد التنافس بين المرشحين المصري الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الأسبق، والكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو، والذي يشغل منصب نائب المدير العام لليونسكو لشؤون إفريقيا والعلاقات الخارجية.

 

وتكتسب هذه الانتخابات أهمية كبيرة، إذ تحدد من سيرأس هذه الوكالة الأممية المتخصصة، التي تأسست عام 1945 وتتخذ من باريس مقرا لها، بهدف تعزيز القيم الإنسانية المشتركة من خلال تدعيم مجالات التربية والعلم والثقافة، ووضع المعايير والأدوات وتطوير المعارف بهدف إيجاد حلول لبعض أكبر التحديات في عصرنا الحالي، كما تدعم عالما يسوده أكبر قدر من المساواة والسلام، وتعمل اليونسكو مع الدول الأعضاء التي يبلغ عددها 194 دولة على عدة ملفات مثل حماية التنوع البيولوجي، والتعامل مع الذكاء الاصطناعي والنهوض بالتعليم الجيد وصون التراث الإنساني وضمان الوصول إلى المعلومات الموثوق بها.

 

وتتجه الأنظار غدا لمعرفة من سيخلف الفرنسية أودري أزولاي، والتي تترأس منذ عام 2017 وعلى مدار ولايتين ، هذه المنظمة التي تهدف في الأساس إلى المساهمة في إحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة.

 

ويتنافس على هذا المنصب الرفيع مرشحان قويان: الكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو، والمصري خالد العناني الذي يسعى جاهدا للوصول إلى مقعد مدير عام اليونسكو، إذ تكتسب هذه الانتخابات أهمية قصوى لمصر، وتدفع بمرشحها بقوة هذه المرة للفوز بالمنصب الكبير والذي فشل فيه مرشحون مصريون سابقون، مثل السفيرة مشيرة خطاب عام 2017، ووزير الثقافة فاروق حسني عام 2009، ومدير مكتبة الإسكندرية الأسبق إسماعيل سراج الدين عام 2001.

 

الجهود المصربة لحشد الدعم للدكتور العناني

لذا، كثفت مصر من جهودها لحشد الدعم للدكتور العناني منذ الإعلان عن ترشحه، ففي أبريل 2023، أعلن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، اعتماد المجلس ترشيح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الأسبق، لمنصب مدير عام لليونسكو للفترة من 2025 إلى 2029، كمرشح لمصر.

 

وجاء القرار استنادا إلى المؤهلات التي يتمتع بها الدكتور العناني وإنجازاته الأكاديمية والتنفيذية الملموسة في مجالات عديدة، فضلا عن إسهاماته الكبيرة والقيمة على الصعيدين الوطني والدولي في مجالات العلوم والتربية والثقافة والتي تعد نتاجا لخبراته التي تمتد لأكثر من 30 سنة في مجالات التدريس الجامعي والبحث العلمي وعلوم المصريات والآثار والتراث والمتاحف والسياحة.

 

ومنذ ذلك الحين، تحشد مصر الدعم عربيا وعالميا لمرشحها الدكتور العناني، وبالفعل تبنت جامعة الدول العربية قرارا على مستوى القمة في مايو 2024 بدعم وتأييد ترشيح الدكتور العناني باعتباره المرشح العربي الوحيد لهذا المنصب، وهي المرة الأولى التي يحظى فيها مرشح بإجماع عربي واسع بهذا الشكل، مايعكس تطلعات الدول العربية لدور فاعل داخل المنظمة الدولية، وأهمية القيادة العربية لليونسكو في المرحلة المقبلة.

 

كما حصل العناني، على تأييد الاتحاد الإفريقي في فبراير 2024 ويوليو 2024 ويوليو 2025، الأمر الذي يؤكد الاصطفاف الإفريقي الرسمي خلف الترشيح المصري تقديرا لكفاءة وقدرة العناني وانعكاسا لثقة القارة الإفريقية في مصر لتحقيق التطلعات المشتركة للدول الافريقية.. كما حظى العناني على مدار الفترة الماضية، على دعم دولي وإقليمي متزايد، يعكس الثقة الكبيرة في كفاءته الأكاديمية ومكانته الثقافية.

 

يُعد خالد العناني (54 عاما) شخصية بارزة معروفة بخبراتها وإسهاماتها البارزة في مجالات متعددة مثل التعليم والبحث العلمي والثقافة والسياحة والإدارة والخدمة العامة والعلاقات الدولية ، شغل العناني سابقا منصب وزير السياحة والآثار في مصر، وهو يعمل حاليا أستاذا في علم المصريات بجامعة حلوان، حيث انضم لهيئة التدريس منذ أكثر من ثلاثين عاما، ولم يقتصر تدريسه للحضارة والآثار والكتابة المصرية القديمة على مصر فقط بل امتد ليشمل مؤسسات أكاديمية دولية مرموقة.

 

أهم المناصب التي تقلدها العناني

بدأ مسيرته المهنية كمرشد سياحي، وهي المهنة التي أثارت فضوله وتقديره للتنوع الثقافي، ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة حلوان، عن معابد رمسيس الثاني في النوبة، وهو ما شكل نقطة تحول حقيقية في شغفه بالبحث العلمي وإعجابه بمنظمة اليونسكو.

 

وحصل على درجة الدكتوراه في علم المصريات من جامعة بول-فاليري مونبلييه 3 في فرنسا، كما اختير عضوا فخريا في الجمعية الفرنسية للمصريات وعضوا مراسلا في المعهد الأثري الألماني، تقديرا لإسهاماته في تعزيز الروابط الثقافية والعلمية،و بعد إدارته للمتحف القومي للحضارة المصرية والمتحف المصري بالقاهرة، تم تعيينه وزيرا للآثار عام 2016، حيث تميز بقدرته على المزج بين الدقة العلمية والبراجماتية، مع تعزيز ثقافة الشفافية والمسؤولية، وفي عام 2019، وبعد دمج وزارة السياحة ضمن اختصاصاته، أشرف بنجاح على عملية دمج وزارتي السياحة والآثار، وقاد إعداد “استراتيجية السياحة المستدامة”.

 

وأشرف على إنشاء وتطوير أكثر من 20 متحفا أثناء فترة عمله الوزارية بما في ذلك المتحف القومي للحضارة المصرية، الذي تم تنفيذه بالتعاون مع منظمة مع اليونسكو، والمتحف المصري الكبير، أحد أكبر المتاحف في العالم بتكلفة تقديرية تقارب مليار دولار أمريكي ، وفي سعيه إلى تعزيز التبادل الثقافي كوسيلة لنشر السلام نجح في تنظيم ما يقرب من خمسة عشر معرضا مؤقتا للأثار المصرية في عشر دول من بينها معرض توت عنخ آمون كنز الفرعون” في باريس عام 2019، الذي حقق رقما قياسيا، لجذبه أكثر من 1.4 مليون زائر.

 

ومن أبرز إنجازاته تنظيم فعاليات ثقافية كبرى مثل “الأقصر طريق الكباش”، و”موكب المومياوات الملكية” حيث أصبح هذا الموكب التاريخي الذي عبرت فيه المومياوات الملكية شوارع القاهرة في عرض مذهل بمثابة رمز أيقوني لحقبته الوزارية وقد عكست هذه المبادرات المبتكرة عظمة التراث المصري الممتد لآلاف السنين وأبهرت ملايين المتابعين من جميع أنحاء العالم وأسفرت عن تحقيق طفرة كبيرة في قطاع السياحة.

 

وفي سبتمبر 2024، منحته جامعة بول فاليري مونبلييه 3 الدكتوراه الفخرية وتم اختياره في نوفمبر 2024 سفيرا للسياحة الثقافية من قبل منظمة الأمم المتحدة للسياحة، وفي سبتمبر 2025، تسلم خالد العناني وسام جوقة الشرف الوطني برتبة فارس وهو أعلى تكريم مدني فرنسي.

 

ومنذ بدء حملته الانتخابية، والتي استمرت نحو 30 شهرا، زار خلالها أكثر من 60 دولة، حيث استمع وتبادل الآراء مع أشخاص من خلفيات متنوعة، بما في ذلك مسؤولون، وخبراء في مجالات اختصاص اليونسكو، وممثلو المجتمع المدني، وطرح خلال اللقاءات رؤية شاملة وتصورا متكاملا لمستقبل عمل اليونسكو.. هذه الرؤية التي قدمها في 9 أبريل 2025، أمام أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة، تضع الإنسان في صميم رسالتها، دون تمييز أو استثناء، وتحت شعار «اليونسكو من أجل الشعوب» تؤكد هذه الرؤية على “منظمة تعمل بفعالية لتحسين حياة الشعوب أجمع، عابرة للحدود، وتمكّن الدول من الازدهار في عالم يعمه السلام والكرامة”، على حد تعبيره.

 

وترتكز رؤيته على عدة محاور، من بينها ضمان تعليم جيد كحق أساسي للجميع مع التركيز على الدول النامية؛ ضمان الحق في العلم، وتشجيع الاستثمار في البحث العلمي، والبنية التحتية الرقمية، والذكاء الاصطناعي الأخلاقي؛ ضمان بيئة صحية حيث تعمل اليونسكو على دعم الدول في مواجهة تغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية؛ حماية التراث الثقافي المعرض للخطر؛ وتعزيز التكنولوجيا والابتكار كأدوات للتنمية المستدامة، وتوسيع برامج التعاون الثقافي، مع التركيز على إفريقيا باعتبارها أولوية عامة للتعليم والسلام والتراث والعلوم.

 

وبهذه الرؤية، يخوض غدا الدكتور العناني سباق الانتخابات التي ستُجرى خلال الدورة 222 للمجلس التنفيذي للمنظمة، أمام منافسه المرشح من جمهورية الكونغو فيرمين إدوار ماتوكو، الذي يعمل في اليونسكو منذ عام 1990.

 

 

ماتوكو

بدأ ماتوكو (69 عاما)، حياته المهنية كخبير ملحق بالمكتب الإقليمي في داكار، السنغال، وفي التسعينيات، تدرج في المناصب داخل اليونسكو، حيث قاد مكاتب في إفريقيا وأمريكا اللاتينية والاتحاد الإفريقي، ليُصبح في عام 2017، مساعدا للمدير العام المسؤول عن إفريقيا والعلاقات الخارجية في مقر المنظمة بباريس.

 

وفي مارس الماضي، أعلن ماتوكو، الخبير الاقتصادي والذي أصبح على مدار مسيرته المهنية دبلوماسيا مخضرما ومتخصصا في السياسات الثقافية والتعليمية، أعلن رسميا ترشحه لمنصب المدير العام للمنظمة، مؤكدا “سيرتي الذاتية تتحدث عن نفسها” على حد تعبيره.

 

كذلك، تقدمت المكسيكية جابرييلا راموس لخوض الانتخابات، إلا أنها انسحبت من السباق في أغسطس الماضي، الأمر الذي زاد من فرص العناني، حيث يعد المرشح الأوفر حظا للفوز على منافسه ماتوكو الذي دخل السباق في مارس الماضي، قبل يومين من الموعد النهائي لتقديم طلبات الترشح.

 

وتنطلق غدا الاثنين عملية التصويت، حيث تعتمد منظمة اليونسكو آلية خاصة لانتخاب مديرها العام تتميز بطول نسبي في الإجراءات، يمكن أن تصل الجولات الانتخابية إلى خمس جولات.

 

العملية الانتخابية

تبدأ العملية الانتخابية بتقديم المرشحين ملفاتهم وسيرهم الذاتية إلى الإدارة المعنية في المنظمة، ثم يقوم المجلس التنفيذي لليونسكو بإجراء مقابلات مع المرشحين لمنصب المدير العام للمنظمة، بحيث يستَمع لخططهم ومقترحاتهم، وهو ما حدث بالفعل، ففي 24 أكتوبر 2024، دعا رئيس المجلس التنفيذي حكومات جميع الدول الأعضاء إلى تقديم أسماء الأفراد الذين يُحتمل ترشيحهم لمنصب المدير العام، وسيرهم الذاتية ورؤيتهم، وجرت مقابلات علنية مع المرشحين لمنصب المدير العام خلال الدورة 221 للمجلس التنفيذي، في أبريل 2025.

 

ثم يأتي موعد التصويت على المرشحين، حيث يجتمع المجلس التنفيذي، المكون من 58 دولة عضوا، للتصويت في جولة أولى عن طريق الاقتراع السري، وفي حال لم يحصل مرشح على الأغلبية المطلوبة (50% +1) تُجرى جولة ثانية، ثم ثالثة، ثم رابعة ليحصل المرشح على الأغلبية المطلوبة (30 صوتا)، وبعد الجولة الرابعة يتم الإعلان عن المرشحين الحاصلين على أكبر نسبة من الأصوات للمرور إلى الجولة الخامسة التي يفوز فيها المرشح الحاصل على أكبر نسبة من الأصوات بغض النظر عن عددها، وإن تعادلا ولم يحصل أي منهما على نسبة تفوق الآخر يتم اللجوء إلى نظام القرعة لترجيح كفة أحدهما وحسم السباق بينهما بشكل نهائي.

 

وبعد ذلك، يتولى رئيس المجلس التنفيذي مهمة إعلام المؤتمر العام باسم المرشح الذي اختاره المجلس، ويجب على المؤتمر العام النظر بهذا الترشيح ومن ثم انتخابه، عن طريق الاقتراع السري أيضا، ويتولى المؤتمر العام بعد ذلك مهمة تعيينه، وتبلغ مدة الولاية الرسمية للمنصب أربع سنوات، يجوز بعدها الترشح لولاية ثانية أخيرة.

 

وسيصوّت المجلس التنفيذي غدا على انتخاب أحد المرشحين، قبل الانتخابات النهائية للمؤتمر العام في سمرقند بأوزبكستان في 6 نوفمبر المقبل ، إلا أن تصويت الغد يعتبر خطوة حاسمة، إذ لا يُذكر أن المؤتمر العام سبق له أن خالف توصيات المجلس التنفيذي بهذا الشأن.

 

لذلك، تتجه الأنظار غدا إلى باريس لمعرفة من سيخلف “أزولاي” ويكون المدير العام الثاني عشر لليونسكو، فعلى مدار 79 عاما، قاد المنظمة الدولية 11 مديرا بداية من البريطاني “جوليان هوكسلي” (1946- 1948)، ثم توالت الأسماء والولايات وصولا إلى الفرنسية “أودري أزولاي” عام (2017- 2025).

 

وحتى آخر لحظة، تكثف مصر جهودها الدبلوماسية لحشد الدعم عربيا وعالميا لمرشحها الدكتور العناني، ومع اقتراب موعد التصويت، يترقب العالم ولاسيما العالم العربي، حيث يأمل العرب في تتويج هذا الجهد الدبلوماسي الكبير بوصول أول عربي إلى قمة منظمة اليونسكو منذ تأسيسها.

 

وفي حال انتخابه لمنصب مدير عام اليونسكو، سيصبح خالد العناني أول مدير عام من العالم العربي وثاني مدير عام إفريقي (بعد السنغالي “أمادو ماهتار مبو” (1974- 1987)، منذ تأسيس المنظمة قبل 80 عاما، وسيعمل على “بناء يونسكو جامعة وشاملة، قادرة على توحيد الشعوب من خلال الحوار والثقة والاحترام المتبادل” حسبما أكد في رؤيته داعيا “فلنتحد معا لبناء يونسكو من أجل الشعوب”.

 

دعم «الخارجية» للعناني

وقبيل الانتخابات، التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، الخميس الماضي، بسفراء الدول العربية المعتمدين لدى منظمة اليونسكو، وذلك خلال زيارته إلى باريس لترؤس وفد مصر في اجتماعات المجلس التنفيذي للمنظمة يوم 6 أكتوبر الجاري، والتي تشهد الانتخابات على منصب مدير عام المنظمة.

 

وأعرب عبد العاطي عن التقدير لدعم الدول العربية الشقيقة لترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام اليونسكو، مشيرًا إلى ما يشكله هذا الترشيح من أهمية بالغة للدول العربية والأفريقية، وتجسيد عملي لثقل التراث المشترك لهذه الدول وإسهاماتها الثقافية على مدار التاريخ، ودورها في تعزيز الحوار بين الحضارات.

 

كما أعرب الوزير عن الاعتزاز بتبني جامعة الدول العربية قرارًا على مستوى القمة في مايو 2024 بدعم وتأييد ترشيح الدكتور خالد العناني باعتباره المرشح العربي الوحيد لمنصب مدير عام اليونسكو، وهي المرة الأولى التي يحصل فيها مرشح على إجماع عربي واسع على هذا النحو، إيمانًا بأهمية القيادة العربية لليونسكو خلال المرحلة المقبلة.

 

من جانبه، أكد الدكتور خالد العناني امتنانه العميق للدعم العربي الواسع الذي حظي به ترشيحه منذ إعلانه في أبريل 2023، موضحًا أن ما يجمع الدول الأعضاء في اليونسكو هو إيمانها المشترك بأهمية الثقافة والتعليم والعلوم كجسور للتواصل بين الشعوب، وأنه ملتزم بالعمل على تحويل هذا الإيمان إلى مبادرات ملموسة تعزز الحوار والسلام والتنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم.

 

هذ وغادر الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، ومُمثل مصر في المجلس التنفيذي لليونسكو، صباح اليوم الأحد 5/10/2025، مُتجهًا إلى العاصمة الفرنسية باريس؛ للمشاركة في أعمال الدورة 222 للمجلس التنفيذي لليونسكو، وذلك بمشاركة وفود الدول الأعضاء وممثلي عدد من المنظمات الدولية ومنظمات المُجتمع المدني.

 

مصر واليونسكو.. علاقات ممتدة عبر السنين

تمتد العلاقات بين مصر والمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” إلى أكثر من 75 عاماً ، وكانت مصر من أول 20 دولة صدَّقت على تشكيلها ، كما احتفظت مصر بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو منذ عام 1946 ، باستثناء مرات قليلة،  مما أعطاها الخبرة غير المتوفرة لدى الكثير من الأعضاء.

 

باتت نماذج التعاون والعلاقات الوطيدة بين مصر واليونسكو تشكل جزءاً لا يتجزأ من تاريخهما،  فمصر تشارك فى عضويتها بالمنظمة في مختلف أنشطتها وبمختلف القطاعات التي تختص بها، كما وفرت اليونسكو فرصًا للتعاون الوثيق بصفة خاصة، إذ شاركت مصر بنشاط في إعداد الاتفاقية الدولية لحماية التراث غير المادي، وأنشئ مركز الدراسات النوبية في متحف النوبة في أسوان والمتحف الوطني للحضارة المصرية في القاهرة بدعم من اليونسكو ، كما ساهمت المنظمة في إحياء مكتبة الإسكندرية الشهيرة “ألكسندرينا”، والتي دمرت منذ ما يزيد عن 2000 سنة مضت، بوصفها مركزاً للتنسيق في مجالات الثقافة والتربية والعلوم، ويعتبر مثالًا حيًا آخر لهذا التعاون الفكري .

 

كما قدمت منظمة اليونسكو كل ما تملكه من صور الدعم المالى والفنى لإعادة ترميم متحف الفن الإسلامى ومقتنياته، بعد أن تعرض للتدمير نتيجة العملية الإرهابية التى تمت خارجه، والذى زارته المديرة العامة لليونسكو لتؤكد اهتمامها بإعادة افتتاحه، وأطلقت منه بحضور عدد من الشباب المصرى مبادرة المنظمة “متحدون مع التراث”،كما تعاونت اليونسكو مع مصر لإنقاذ آثار معبدي أبوسمبل وجزيرة فيلة من الغرق وقت إنشاء السد العالي، المعروفة بحملة إنقاذ آثار النوبة.

نقلاً عن: مصر تايمز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف