الفرصة الأخيرة.. 4 أسباب تدفع الحمدان للهروب من الهلال
في عالم كرة القدم، لا شيء يقتل الموهبة ببطء أكثر من دكة البدلاء، فما بالك إذا كانت تلك الدكة مدججة بنجوم عالميين تجعل من المستحيل على أي لاعب محلي أن يجد لنفسه موطئ قدم.
عبدالله الحمدان، المهاجم الذي كان يُنظر إليه يومًا ما على أنه مستقبل الهجوم السعودي، وجد نفسه في الأشهر الأخيرة حبيس الثلاجة في الهلال السعودي، يراقب المباريات ولا يشارك إلا في دقائق معدودة لا تكفي حتى لتسخين عضلاته.
الآن، ومع اقتراب دخوله الفترة الحرة والأنباء المؤكدة عن اقترابه من الغريم التقليدي النصر، يبدو أن الصقر قرر أن يطير خارج القفص الأزرق.
هي ليست مجرد صفقة انتقال، بل هي محاولة إنعاش لقلب مسيرته التي كادت أن تتوقف، ولكن، أهي خطوة محسوبة بدقة، أم هروب من جحيم لآخر؟ نستعرض هنا 4 أسباب جوهرية تجعل هذا الهروب حتميًّا، والمخاطرة التي تنتظره.
1. الهروب من ظل العمالقة: الخروج من الثلاجة
مشكلة الحمدان في الهلال لم تكن يومًا في إمكانياته، بل في توقيت تواجده. اللعب في فريق يضم أعتى المهاجمين الأجانب جعل من مشاركته ضربًا من الخيال.. الحمدان تحول من مهاجم واعد إلى موظف بديل، دوره يقتصر على إراحة النجوم في المباريات المحسومة.
البقاء في الهلال يعني الاستمرار في التآكل الفني والبدني، والخروج من ظل هؤلاء النجوم بات مسألة حياة أو موت كروية. الانتقال للنصر يمثل له فرصة للتمرد على دور الكومبارس والبحث عن دور البطولة، أو على الأقل دور الممثل المساعد المؤثر.
2. المقعد المفقود في المنتخب
مع اقتراب استحقاقات المنتخب السعودي الكبرى، يدرك الحمدان جيدًا أن مدرب المنتخب لن ينظر للاعب لا يلمس الكرة، المنتخب الأخضر يعاني أزمة في مركز رأس الحربة الصريح، وهذه هي الثغرة التي يريد الحمدان استغلالها.
البقاء حبيس الدكة في الهلال يعني خروجه نهائيًّا من حسابات الأخضر، بينما الانتقال لفريق يمنحه دقائق لعب أكثر، حتى لو كانت تحت ضغط، هو السبيل الوحيد لاستعادة بريقه الدولي وإقناع الجهاز الفني بأنه الحل المحلي المفقود.
3. التقدير المفقود: بين العرض والطلب
المسألة ليست مادية بحتة، لكنها تتعلق بالتقدير، عندما يعرض الهلال تجديدًا براتب لا يتناسب مع طموح اللاعب أو قيمته السوقية المتوقعة، وتتوقف المفاوضات عند حائط مسدود، يشعر اللاعب بأن النادي لا يرى فيه ركيزة أساسية للمستقبل.
في المقابل، العرض النصراوي السخي (الذي يُشاع أنه وصل لـ18 مليون ريال) لا يمثل فقط قفزة مالية، بل رسالة ثقة بأن هناك من يؤمن بمشروعه. هذا الشعور بعدم التقدير في الهلال كان القشة التي قصمت ظهر البعير ودفعت اللاعب للبحث عن بيئة تقدره فنيًّا وماديًّا.
4. رهان جيسوس: التكتيك الذي قد ينقذه
لعل النقطة الأكثر إثارة في هذا الانتقال المحتمل هي اقتناع المدرب البرتغالي جورجي جيسوس مدرب النصر بإمكانيات الحمدان، فهو مدرب معروف بحبه للمهاجم الذي يضغط بشراسة، وهو الدور الذي يجيده الحمدان بامتياز أكثر من كونه هدافًا تقليديًّا.
الرهان هنا أن جيسوس يرى فيه قطعة ناقصة في منظومته التكتيكية، قادرة على خلق المساحات للأجنحة والوسط، وهو ما قد يمنحه أفضلية فنية لم يجدها في الهلال.
المعضلة الكبرى
رغم منطقية الأسباب السابقة، يبقى التخوف الأكبر هو: هل يهرب الحمدان من دكة إنزاغي ليجلس على دكة جيسوس؟ النصر يمتلك ترسانة هجومية مرعبة، ووجود الأسطورة كريستيانو رونالدو قد يجعل مهمة الحمدان في المشاركة الأساسية صعبة للغاية.
الخطر الحقيقي أن ينتقل الحمدان ليجد نفسه في الدوامة ذاتها، مجرد بديل إستراتيجي لا أكثر، لكن الفرق هنا قد يكمن في التوظيف؛ إذا تم استخدامه كمهاجم ثانٍ أو كبديل تكتيكي نشط في أسلوب جيسوس، قد ينجح. أما إذا ذهب ليلعب دور رأس الحربة الصريح فقط، فقد نكون أمام سيناريو مكرر من ماضٍ ليس ببعيد.
في النهاية، هي الفرصة الأخيرة. الحمدان يغامر بكل شيء لإنقاذ ما تبقى من سنواته الذهبية، وفي كرة القدم، التاريخ لا يذكر إلا المغامر، حتى لو كانت النتيجة غير مضمونة.
نقلاً عن: إرم نيوز
