الفرق بين الويب العميق والمظلم.. حقائق لفهم العالم الخفي للإنترنت

الويب العميق والويب المظلم ليسا وجهين لعملة واحدة، فالأول يشكّل البنية الخفية القانونية لشبكة الإنترنت التي يعتمد عليها العالم يوميًا، أما الثاني فهو بيئة مغلقة تثير الفضول والمخاوف معًا.
الفرق بين الويب العميق والمظلم: حقائق لفهم العالم الخفي للإنترنت

في عصر يعتمد فيه الناس على الإنترنت في معظم تفاصيل حياتهم، تزداد التساؤلات حول مفاهيم مثل الويب العميق والويب المظلم، وغالبًا ما يتم الخلط بين المصطلحين، رغم أن الفرق بينهما جوهري من حيث طريقة الوصول والمحتوى والغرض من الاستخدام، وفهم هذا الاختلاف أصبح ضروريًا لحماية الخصوصية الرقمية وتجنب مخاطر التصفح غير الآمن.
الويب العميق
الويب العميق هو الجزء الكبير من الإنترنت الذي لا تستطيع محركات البحث العادية فهرسته بالكامل، ويشمل ذلك الصفحات التي تحتاج إلى تسجيل دخول، مثل البريد الإلكتروني، الحسابات البنكية، المنصات التعليمية، أو قواعد البيانات الأكاديمية المدفوعة، وهذا المحتوى لا يمكن الوصول إليه من خلال بحث بسيط في غوغل، لكنه في الغالب قانوني تمامًا ويستخدمه الناس يوميًا دون أن يدركوا أنهم داخل الويب العميق.
الويب المظلم
أما الويب المظلم فهو جزء صغير جدًا من الويب العميق، لكنه يختلف في الغرض وآلية الوصول، وهذه المساحة من الإنترنت مخفية عمدًا ولا يمكن الدخول إليها إلا عبر برامج خاصة مثل Tor أو شبكات مظللة أخرى مثل I2P، حيث يتم إخفاء هوية المستخدم وعنوانه الرقمي. المواقع هنا غالبًا ما تنتهي بنطاق “onion”، وتعمل ضمن نظام مشفر يمنع التتبع. والويب المظلم ليس بالضرورة غير قانوني، إذ يُستخدم أحيانًا من قبل الذين يحتاجون للتواصل الآمن في بيئات تخضع للرقابة، لكن في المقابل، يتم استغلاله أيضًا في أنشطة غير شرعية؛ ما جعله يُعرف في الإعلام بكونه الوجه المظلم للإنترنت.

المقارنة بين العالمين
يعدّ الويب العميق فضاءً أوسع وأقل خطورة من الويب المظلم، فبينما يمكن الدخول إلى الويب العميق عبر متصفحات الإنترنت العادية بشرط امتلاك بيانات اعتماد صحيحة مثل اسم المستخدم وكلمة المرور، يحتاج الويب المظلم إلى أدوات وخطوات خاصة للوصول إليه. فالمحتوى في الويب العميق يتنوع بين خدمات مالية وتعليمية وإدارية مشروعة، في حين يضم الويب المظلم منتديات سرية وسوقًا سوداء يصعب تتبعها. ومن الناحية القانونية، يظل الويب العميق ضمن الإطار المشروع طالما يتم استخدامه للأغراض الاعتيادية، بينما يبقى الويب المظلم منطقةً رمادية يُستخدم فيها التشفير والسرية لأهداف تتراوح بين حماية الخصوصية وممارسة أنشطة غير قانونية.
نقلاً عن: إرم نيوز