الكشف عن متوسط عمر العربيات الكهربائية مقابل السيارات الوقود

الكشف عن متوسط عمر العربيات الكهربائية مقابل السيارات الوقود

كشفت دراسة حديثة عن تباين مدهش في أعمار العربيات الكهربائية يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل صناعة السيارات حيث أظهرت النتائج أن سيارات البنزين التقليدية تعيش في المتوسط لعقد من الزمان بينما لا يتجاوز عمر السيارات الكهربائية ثلاث سنوات فقط مما يعكس تحولًا جذريًا في سلوك المستهلكين وديناميكيات السوق.

سيارات البنزين ثقة تمتد لأكثر من عقد

أظهر تقرير صادر عن “S&P Global Mobility” أن متوسط فترة احتفاظ المستهلك بسيارته الشخصية في الولايات المتحدة وصل إلى 13.6 عامًا.

ويعزى هذا العمر الطويل إلى عدة عوامل أهمها الثقة الكبيرة التي يضعها السائقون في محركات الاحتراق الداخلي المعروفة بمرونتها وقدرتها على قطع مسافات طويلة دون قلق مما يجعلها خيارًا موثوقًا حتى للأسر التي تمتلك سيارة كهربائية إلى جانبها.

العوامل الاقتصادية ودورها في طول العمر

تلعب الظروف الاقتصادية دورًا محوريًا في هذا الاتجاه فمع الارتفاع المستمر في أسعار السيارات الجديدة يفضل العديد من المستهلكين تأجيل قرار الشراء والاحتفاظ بسياراتهم الحالية لأطول فترة ممكنة.

ويعكس هذا النمط الاستهلاكي تركيزًا واضحًا على المتانة والحفاظ على الموارد حيث يلتزم المستهلكون بالاعتماد على سيارات أثبتت جدارتها وموثوقيتها على مر السنين.

العربيات الكهربائية سباق نحو الحداثة والتجديد المستمر

في المقابل تتميز السيارات الكهربائية بدورة حياة قصيرة جدًا يبلغ متوسطها 3.6 أعوام فقط ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى وتيرة التطورات التكنولوجية السريعة.

التي تدفع شركات مثل تسلا و”بي واي دي” إلى إطلاق نماذج جديدة كل عام بميزات أكثر كفاءة وتطورًا وترابطًا مما يحفز المستهلكين على استبدال سياراتهم بشكل أسرع.

نمط استهلاكي يشبه الهواتف الذكية

يظهر هذا السلوك بشكل خاص لدى شريحة المستهلكين الأثرياء المهتمين بأحدث الابتكارات التكنولوجية ويتبع هؤلاء نمطًا استهلاكيًا يشبه إلى حد كبير ما يحدث في صناعة الهواتف الذكية حيث يكون الطراز الأحدث.

دائمًا هو الأكثر جاذبية ورغبة بغض النظر عن كفاءة الطراز الحالي وهو ما تؤكده الأرقام حيث تم تقاعد 6.6% من السيارات الكهربائية المسجلة بين 2013 و2022 مقابل 5.2% فقط من سيارات البنزين في نفس الفترة.

فلسفتان متناقضتان تشكلان مستقبل السوق

يعكس هذا التباين الكبير وجود فلسفتين متعارضتين في سوق السيارات العالمي. الفلسفة الأولى ترتكز على الاعتماد على السيارات طويلة العمر كأصل متين وموثوق.

أما الفلسفة الثانية فتنجذب بقوة نحو بريق التكنولوجيا الحديثة والتجديد المستمر الذي تقدمه السيارات الكهربائية وهو ما يفتح الباب للنقاش حول مستقبل ملكية السيارات.

مستقبل ملكية السيارات بين الاستدامة والابتكار

مع نضوج سوق السيارات الكهربائية قد تتغير هذه الديناميكية وقد يؤدي استقرار التكنولوجيا إلى زيادة متوسط فترة امتلاك السيارة الكهربائية.

لكن في الوقت الحالي يطرح هذا النموذج من الاستهلاك السريع أسئلة هامة حول تأثير الابتكار على الاستدامة والموارد الطبيعية وإلى أي مدى سيستمر هذا النهج في تشكيل مستقبلنا.

نقلاً عن: صوت المسيحي الحر

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف