المجاعة تحصد الأرواح والأونروا تطلق نداء استغاثة عاجل


في مشهد إنساني هو الأكثر مأساوية في العصر الحديث، يعيش قطاع غزة حالياً أسوأ سيناريوهات المجاعة بحسب تقارير أممية موثقة وتصريحات لمسؤولين كبار في الأمم المتحدة. 
ومع تجاوز عتبة المجاعة ووفاة أكثر من 100 شخص بسبب الجوع خلال أسابيع قليلة، باتت الأزمة الإنسانية في غزة تهدد الحياة اليومية لملايين المدنيين، وسط تحذيرات متصاعدة من كارثة لا يمكن تداركها إن لم يتم التدخل الفوري.

المفوض العام للأونروا: أسوأ سيناريو يحدث الآن في غزة

أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني أن “أسوأ سيناريو للمجاعة يحدث بالفعل الآن في قطاع غزة”، بناءً على تقييمات دقيقة من أبرز خبراء التغذية والصحة في العالم. 
وأضاف أن الجوع الحاد وسوء التغذية انتشرا في مختلف أنحاء القطاع، مشيرًا إلى أن الوضع تجاوز بكثير عتبة المجاعة.

وأوضح أن أكثر من 100 شخص لقوا حتفهم بسبب الجوع خلال الأسابيع القليلة الماضية فقط، محذرًا من ارتفاع هذا الرقم إذا لم يتم التحرك بشكل عاجل وفاعل.

مساعدات جاهزة ولكن الاحتلال يمنع دخولها

أكد المفوض الأممي أن هناك ما يعادل 6000 شاحنة من الغذاء والدواء جاهزة للعبور إلى غزة، لكن القيود المفروضة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحول دون إدخالها، مشددًا على أن الطريقة الوحيدة لوقف الكارثة الإنسانية هي إغراق غزة بالمساعدات الإنسانية على نطاق واسع وسريع.

وفي هذا السياق، شدد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، على ضرورة إدخال كميات ضخمة من الطعام عبر جميع المعابر دون تأخير، مؤكدًا أن الأمم المتحدة تمتلك خطة واضحة، وأن العالم يطالب بالسماح للمنظمات بأداء دورها في غزة.

اليونيسف: أطفال غزة يحتضرون بصمت

وفي تحذير مروع، صرحت المديرة العامة لمنظمة اليونيسف أن الأطفال والرضع الهزيلين يموتون بسبب سوء التغذية الحاد، مشيرة إلى أن الأوضاع المعيشية غير صالحة للحياة. 
ودعت إلى ضمان إيصال الغذاء والماء والدواء بشكل فوري وآمن إلى جميع مناطق القطاع دون استثناء.

مجمع الشفاء: المرحلة الثالثة من المجاعة بدأت

من داخل أكبر منشأة طبية في غزة، أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي أن الاحتلال يواصل إعاقة دخول المساعدات، وأن هندسة الجوع مستمرة، مشيرًا إلى أن غزة دخلت فعليًا في المرحلة الثالثة من المجاعة. 
ولفت إلى أن المرضى يموتون يوميًا بسبب نقص التغذية رغم كل المحاولات الطبية لإنقاذهم، مؤكدًا أنه لا يوجد غذاء كافٍ، ولا دواء، ولا مياه صالحة للشرب.

شهداء بنيران الاحتلال أثناء طلب المساعدة

في مشهد يلخص حجم المأساة، أعلن مستشفى العودة أن 15 شهيدًا وعددًا من المصابين سقطوا برصاص الاحتلال أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية قرب محور نتساريم وسط القطاع، مما يعكس مستوى الخطر الذي يواجهه المدنيون حتى أثناء بحثهم عن الغذاء.
وسط هذا الانهيار الإنساني المتسارع، يتعالى صوت المجتمع الدولي بضرورة فتح المعابر والسماح بدخول المساعدات فورًا، وإلا فإن قطاع غزة قد يواجه مجاعة شاملة تحصد أرواح الآلاف، في واحدة من أسوأ الكوارث التي شهدها العالم في القرن الحادي والعشرين.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *