المسيرات تسقط والحوثيون يصمدون رغم 700 هدف


رغم مرور أكثر من ستة أسابيع على بدء الحملة الجوية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، فإن المعطيات الميدانية تكشف عن صعوبات وتحديات غير متوقعة. 
فقد أفادت شبكة CNN، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن الخطة العسكرية التي كانت تهدف لتحقيق تفوق جوي سريع لإضعاف الدفاعات الحوثية خلال شهر واحد، واجهت عراقيل كبيرة أبرزها إسقاط الحوثيين لعدد كبير من الطائرات المسيرة، ما أدى إلى تعطيل المرحلة الثانية من العمليات.  

الحوثيين

إسقاط المسيرات يربك المخطط الأمريكي

كشف مسؤولون أمريكيون أن الحوثيين تمكنوا من إسقاط سبع طائرات مسيرة أمريكية من طراز MQ-9، وهي الطائرات التي كانت تعتبر الأنسب للمهمة في اليمن نظراً لقدرتها على تنفيذ المراقبة والاستهداف. 
وأدى هذا التطور إلى عرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الحملة الجوية، التي كانت ستُركز على جمع المعلومات الاستخباراتية ومراقبة قادة الحوثيين بغرض تصفيتهم لاحقاً.

وأوضح المصدر أن الحوثيين أصبحوا أكثر براعة في رصد واستهداف المسيرات الأمريكية، وهو ما شكّل تحدياً كبيراً في تحديد مدى نجاح العمليات في تدمير ترسانة الحوثيين، خاصة في ظل ضعف المعلومات الاستخباراتية نتيجة إسقاط هذه الطائرات.

حملة عنيفة ونتائج متباينة

منذ انطلاق الحملة الجوية في 15 مارس، نفذت القوات الأمريكية أكثر من 300 غارة جوية استهدفت أكثر من 700 موقع تابع للحوثيين، بحسب القيادة المركزية الأمريكية.
وقد شملت هذه الضربات مراكز قيادة وتحكم، ومرافق تصنيع أسلحة متطورة، ومخازن أسلحة، إضافة إلى أنظمة دفاع جوي.

وأكدت القيادة الوسطى أن الغارات تسببت في مقتل مئات من المقاتلين الحوثيين، بينهم عدد من القادة الميدانيين، مشيرة إلى أن مصادر مفتوحة وموثوقة تُقدّر عدد الضحايا الحوثيين بأكثر من 650 شخصاً حتى الآن.

تأثير جزئي على القدرات الهجومية

رغم الخسائر التي لحقت بالحوثيين، فإن قدرتهم على شن الهجمات لم تتأثر بشكل كبير. 
فقد أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن عزم الحوثيين على استهداف السفن الأمريكية والتجارية، وكذلك قصف إسرائيل، ما يزال قائماً.

لكن، وفقاً للبيانات العسكرية، شهدت الفترة الأخيرة انخفاضاً بنسبة 87% في إطلاق الصواريخ الباليستية الحوثية، و65% في هجمات الطائرات المسيّرة ذات الاتجاه الواحد، 
وهي مؤشرات على التأثير الجزئي للحملة الجوية، وإن كان دون التوقعات الأولية.

بين الواقع والطموح

رغم الضربات المكثفة والنجاحات الموضعية، فإن الحملة الأمريكية ضد الحوثيين تواجه تحديات ميدانية حقيقية، أبرزها قدرة الحوثيين على التكيّف السريع مع المتغيرات التكتيكية، وصعوبة القضاء على بنيتهم القيادية والتحكمية. 
وبينما تسعى واشنطن للانتقال إلى مرحلة جديدة تركز على الاستهداف النوعي لقادة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال هشاً، والمعركة مستمرة على أكثر من جبهة.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *