
وسط تضييق متزايد على اللاجئين الأفغان في باكستان، تجد شيماء (15 عامًا) وشقيقتها ليلاما (16 عامًا) في العزف والغناء فسحة حرية نادرة، بعد أن هربتا من أفغانستان عقب عودة حركة طالبان إلى السلطة عام 2021، بحسب ما نشرت وكالة فرانس برس.
حلمتا بالوصول إلى الولايات المتحدة، لكن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد برنامج استقبال اللاجئين الأفغان تركهما عالقتين مع آلاف آخرين ينتظرون مصيرًا مجهولًا.
في إسلام آباد، ورغم الخوف من المداهمات والترحيل، تتمسك الفتاتان بالغيتار كوسيلة لمقاومة واقع قاسٍ. تقول شيماء مازحة: “الصوت في المطبخ رائع”، بينما تجتمع حولها صديقاتها من مدرسة الموسيقى التي أُغلقت في كابول بعد سيطرة طالبان، التي حظرت بدورها أي مظهر من مظاهر الفن والموسيقى.
الجدير بالذكر أن أفغانستان اليوم هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع الفتيات من الدراسة بعد سن الثانية عشرة.
وقد وصفت الأمم المتحدة الوضع هناك بأنه “فصل عنصري قائم على النوع الاجتماعي”، في حين تقول زهرة (19 عامًا)، إحدى الموسيقيات اللاجئات: “لا مستقبل للفتيات مثلنا في أفغانستان.. سنبذل كل ما بوسعنا للاختباء”.
في المقابل، تشدد باكستان قبضتها، إذ لم تعد تجدّد تأشيرات الأفغان، وتتصاعد في المساجد دعوات علنية لمغادرتهم.
وبينما يصرّ مسؤولون باكستانيون على أن بلادهم “ليست مخيم عبور بلا نهاية”، يستخدم محللون هذه الورقة كوسيلة ضغط سياسية على المجتمع الدولي.
لكن خلف الجدران الضيقة لمنازل مؤقتة في إسلام آباد وكراتشي والبنجاب، تواصل شيماء وزميلاتها العزف على ألحان “كولدبلاي” و”إيمادجن دراغونز”، يحاولن التمسك بحلم مؤجل وحياة أكثر أمانًا.
وتعبّر ياسمين، التي غيّرت مكان إقامتها أربع مرات خوفًا من الترحيل، بالقول: “نريد أن تخدم موسيقانا أولئك الذين لا صوت لهم، خصوصاً النساء الأفغانيات”.
نقلاً عن: إرم نيوز