النظارات والذكاء الاصطناعي.. كيف يغير هذا الدمج حياتنا اليومية؟
يشهد عالم التكنولوجيا تطورًا متسارعًا في فئة النظارات الذكية، وهي الأجهزة التي تجمع بين النظارات التقليدية والإمكانات الرقمية المتقدمة.
وتعتبر هذه النظارات خطوة مهمة نحو دمج الذكاء الاصطناعي والاتصال الرقمي في حياتنا اليومية، وتتجاوز بكثير فكرة الكاميرات البسيطة أو السماعات الرأسية.
ومن المنتظر أن تغيّر هذه الأجهزة مفهوم الحوسبة الشخصية كما نعرفه، وربما تصبح أكثر انتشارًا من الحواسيب التقليدية في المستقبل.
تطور جذري
بدأت النظارات الذكية كأجهزة بسيطة مخصصة لتسجيل الصور والفيديوهات ومشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن التطوّر الأخير أتاح دمج الذكاء الاصطناعي مباشرة في العدسات والإطارات.
في الجيل الحالي، تأتي نظارات مثل Ray‑Ban Meta مزودة بكاميرات عالية الدقة، سماعات مفتوحة، ميكروفونات قوية، وقدرات لتحليل الصور وأوامر صوتية عبر الذكاء الاصطناعي Meta AI.
ومع التحديثات الأخيرة، تتحسّن إمكانيات هذه النظارات لتشمل تحليل البيئة المحيطة، التعرّف على الكائنات، تقديم معلومات لحظية حول ما يراه المستخدم، وحتى الرد على الأسئلة دون الحاجة إلى الهاتف المحمول.
شاشات مدمجة
أحد أبرز التطورات في هذا المجال هو Meta Ray‑Ban Display، وهي نظارات ذكية ذات شاشة مدمجة داخل العدسة، تم الكشف عنها في حدث Meta Connect منذ فترة قصيرة. وتوفر هذه النظارات عرض صور ومحتوى رقميا مباشرًا داخل مجال رؤية المستخدم، بما في ذلك الإشعارات، الخرائط، الترجمات الفورية، ومكالمات الفيديو، وذلك عبر شاشة عالية الدقة مدمجة في العدسة اليمنى.
وتأتي النظارة الجديدة مع سوار تحكّم عصبي يسمح بالتحكم في الواجهة عبر إشارات اليد الطبيعية، ما يعزز تجربة الاستخدام دون لمس الجهاز أو الهاتف.
توسع السوق
لا يقتصر السباق على Meta وحدها، فشركات أخرى تستعد للدخول في سوق النظارات الذكية، أبرزها غوغل التي أعلنت عن إطلاق أول نظارات ذكية مع دعم الذكاء الاصطناعي في 2026، تستهدف الاستخدام اليومي وتوفر ميزات مثل التفاعل الصوتي والمساعدة الملاحية.
على الجانب الآخر، هنالك Ray‑Ban Meta Gen 2 ونسخ أخرى مثل Oakley Meta Vanguard التي تُظهر تنوعًا في التصميم والاستخدامات، ما يدل على أن النظارات الذكية ليست منتجًا محدودًا بشركة واحدة فقط.
تحديات وعوائق
رغم التقدم السريع، تواجه هذه التكنولوجيا تحديات حقيقية. من أبرزها عمر البطارية الذي لا يزال أقل مما يرغب به المستخدمون، والخصوصية المتعلقة بتسجيل الصور والفيديو دون وعي الآخرين. كما أن الأسعار المرتفعة لبعض الطرازات المتقدمة، مثل النظارات ذات الشاشات المدمجة، قد تشكّل عائقًا أمام اعتمادها الواسع في الحياة اليومية.
رؤية مستقبلية
من النظارات التقليدية التي تلتقط الصور إلى نظارات مزوّدة بشاشات وتفاعل ذكي في الوقت الحقيقي، يبدو أن الثورة في نظارات الواقع الذكي قد اقتربت.
ومع دخول شركات تقنية عملاقة في المنافسة مثل Meta وغوغل، يتوقع أن تصبح هذه النظارات جزءًا من حياتنا اليومية، وتغيّر الطريقة التي نتفاعل بها مع المعلومات والعالم من حولنا.
نقلاً عن: إرم نيوز
