النفط يتراجع بعد صعود قياسي مدفوع بانخفاض المخزونات والتوترات الجيوسياسية

في عالمٍ تحكمه تقلبات الأسواق وصراعات الجغرافيا السياسية، لم يعد برميل النفط مجرد سلعة اقتصادية، بل بات انعكاساً لمعادلات القوة العالمية ومخاوف الإمدادات، ومع كل خبر أو هجوم أو تقرير اقتصادي، تتحرك الأسعار صعوداً وهبوطاً في لعبة لا تهدأ.
أسعار النفط خلال تعاملات اليوم
شهدت أسواق الطاقة العالمية تراجعاً في أسعار النفط خلال تعاملات اليوم، وذلك بعد موجة صعود قوية أوصلت الأسعار إلى أعلى مستوى لها منذ سبعة أسابيع، ويعود هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى عمليات جني الأرباح التي أقدم عليها المستثمرون عقب المكاسب الكبيرة في الجلسة السابقة.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 18 سنتاً، أي بنسبة 0.26%، لتسجل 69.13 دولار للبرميل، فيما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 20 سنتاً أو ما يعادل 0.31% لتصل إلى 64.79 دولار للبرميل، بحسب بيانات وكالة رويترز.
وكانت الأسعار قد سجلت في الجلسة الماضية ارتفاعاً لافتاً بنسبة 2.5%، بعد إعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن تراجع مفاجئ في المخزونات بلغ 607 آلاف برميل خلال الأسبوع المنتهي في 19 سبتمبر.
وهذه الأرقام جاءت مخالفة لتوقعات المحللين الذين رجحوا زيادة قدرها 235 ألف برميل، كما أنها أقل بكثير من التراجع الذي أشار إليه معهد البترول الأمريكي عند 3.8 مليون برميل.
تلقت الأسعار دعماً من استمرار التوترات الجيوسياسية
وإلى جانب البيانات الأمريكية، تلقت الأسعار دعماً من استمرار التوترات الجيوسياسية، خصوصاً مع تصاعد الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة في روسيا، والتي استهدفت في الأسابيع الأخيرة عدداً من المصافي ومحطات التصدير.
وهذا التصعيد أثار قلق الأسواق من إمكانية اضطراب الإمدادات العالمية، لاسيما أن روسيا بدأت بالفعل تواجه نقصاً في بعض أنواع الوقود وسط حديث عن احتمال فرض قيود على الصادرات إذا اقتضت الحاجة.
الموازنة بين الأرباح السريعة والمخاطر طويلة الأمد
هذا التداخل بين العوامل الاقتصادية والسياسية يوضح مدى حساسية أسواق النفط تجاه أي متغير، سواء كان تقريراً فنياً عن المخزونات أو تطوراً ميدانياً في الحرب الدائرة بشرق أوروبا، وبينما يحاول المستثمرون الموازنة بين الأرباح السريعة والمخاطر طويلة الأمد، تبقى أسعار النفط مرشحة لمزيد من التقلبات خلال الفترة المقبلة.
نقلاً عن: موقع تحيا مصر