النفط يستقر بعد تصريحات ترامب وتراجع المخزونات

النفط يستقر بعد تصريحات ترامب وتراجع المخزونات

استقرت أسعار النفط بعد أن سجلت أكبر قفزة يومية لها منذ يوليو أمس، مدفوعة بتصريحات متشددة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول روسيا، أثارت مخاوف جيوسياسية في السوق.

ارتفع خام برنت ليتداول فوق مستوى 69 دولاراً للبرميل، بعدما قفز بنسبة 2.5% في جلسة الأربعاء، فيما اقترب خام غرب تكساس الوسيط من 65 دولاراً. وجاءت هذه التحركات بعدما دعا ترمب الدول الأعضاء في “الناتو” إلى إسقاط الطائرات الروسية التي تنتهك مجالها الجوي، كما طالب أوروبا بوقف استيراد الطاقة من روسيا، العضو في تحالف “أوبك+”، ما دفع المستثمرين لتقليص رهاناتهم على تراجع الأسعار.

في الوقت ذاته، أظهرت بيانات حكومية أميركية تراجع مخزونات الخام إلى أدنى مستوى منذ يناير، وهو ما عزز الاتجاه الصعودي للأسعار.

لكن المخاوف من تخمة في المعروض تجددت، بعد توصل شركات النفط العاملة في كردستان العراق إلى اتفاق مع الحكومة الفيدرالية والإقليمية لاستئناف صادرات النفط عبر خط الأنابيب المتوقف منذ أكثر من عامين.

وقال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إن صادرات النفط من إقليم كردستان “من المرجح أن تُستأنف هذا الأسبوع”، مشيراً إلى أن التدفقات المستقبلية قد تصل إلى 500 ألف برميل يومياً مع استثمارات جديدة وحقول إضافية. وبحسب مصادر مطلعة، يُتوقع أن تصل الكمية المبدئية إلى نحو 230 ألف برميل يومياً.

اقرأ المزيد: خسائر العراق تصل إلى 25 مليار دولار من توقف نفط كردستان

وقال حارث خورشيد، مدير الاستثمار في “كاروبار كابيتال” بشيكاغو، إن “سوق النفط تتجاذبها عوامل متضاربة في الوقت الحالي. فالتراجع في المخزونات الأميركية ومخاطر الإمداد الروسي تدعمان الاتجاه الصعودي، لكن استئناف صادرات كردستان يشكل عامل ضغط سلبي”. وأشار إلى أن تصريحات ترمب قد “تثير قلق الأسواق” وتدفع المتداولين إلى “تسعير المخاطر مبكراً”.

ورغم التحركات الأخيرة، لا تزال عقود النفط عالقة في نطاق ضيق منذ مطلع أغسطس، مع محاولة المتعاملين الموازنة بين الأساسيات الضعيفة والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة. ويتوقع محللون تقودهم وكالة الطاقة الدولية حدوث تخمة في المعروض في وقت لاحق من العام، بفعل زيادة الإنتاج من “أوبك+” وخارجها، لا سيما في الأميركيتين.

وفي تطور لافت، أوقف ميناءان رئيسيان لتصدير النفط على الساحل الروسي من البحر الأسود عمليات التحميل مؤقتاً بعد تحذيرات ليلية من هجمات بطائرات مسيرة، في إطار تصعيد أوكراني يهدف إلى استهداف مصادر تمويل موسكو.

من جهتها، استبعدت “غولدمان ساكس” فرض حظر أوروبي كامل على واردات النفط الروسي، مشيرة إلى أن بعض الدول مثل المجر وسلوفاكيا تعتمد بشكل كبير على هذه الإمدادات، ولا تملك حوافز كافية لدعم مثل هذا القرار.

نقلاً عن: الشرق بلومبرج

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف