عادت العاصمة الليبية طرابلس إلى الهدوء، بعد أيام من الاشتباكات العنيفة بين جماعات مسلحة، والتي خلفت قتلى ودماراً في عدد من أحيائها، وأجبرت السكان على البقاء في منازلهم، وسط حالة من الرعب وعدم الاستقرار.
هذه المواجهات، التي وصفت بالأعنف منذ سنوات، اندلعت إثر عملية عسكرية نفذها “اللواء 444” ضد “جهاز دعم الاستقرار”، وأسفرت عن مقتل قائد الجهاز عبد الغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”.
عودة تدريجية للحياة الطبيعية
مع انتهاء القتال، بدأت مظاهر الحياة تعود تدريجياً إلى شوارع العاصمة الليبية طرابلس.
وأُعيد فتح مطار معيتيقة الدولي، المنفذ الجوي الوحيد في المدينة، بوصول أول رحلة صباحية للخطوط الجوية التركية، مما شكّل مؤشراً مهماً على عودة الاستقرار النسبي.
كما فتحت المحال التجارية أبوابها من جديد، وأُزيلت السواتر الترابية من الشوارع، وبدأت فرق النظافة إزالة الركام الناتج عن تبادل القصف.
جهود أمنية لضبط الأوضاع
أكد مسؤول بوزارة الداخلية لوسائل الإعلام، أن العاصمة طرابلس شهدت أول ليلة هادئة منذ بدء الاشتباكات، مشيراً إلى انتشار واسع لقوات الأمن، ودوريات ثابتة بين مناطق التوتر.
وأضاف أن القوات الحكومية بدأت بسحب الآليات الثقيلة والأسلحة من الشوارع، في خطوة اعتُبرت مؤشراً إيجابياً على احترام اتفاق وقف إطلاق النار.
دعوات دولية لحماية المدنيين
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن حزنه العميق لسقوط ضحايا مدنيين، داعياً جميع الأطراف إلى احترام وقف إطلاق النار واتخاذ خطوات عاجلة للحفاظ عليه.
وذكّر المتحدث باسمه بواجب حماية المدنيين بموجب القانون الدولي، خاصة في ظل تكرار أعمال العنف في العاصمة.
صراع داخلي على النفوذ
الاشتباكات جاءت عقب قرار حكومي بحل عدد من الأجهزة الأمنية التابعة لجهات غير رسمية، وهو ما واجهته بعض الجماعات المسلحة بالرفض.
واستغلت الحكومة الاشتباكات لبسط سيطرتها على المناطق التي كانت تخضع لجهاز دعم الاستقرار، في محاولة لإعادة تنظيم المشهد الأمني في طرابلس.
رغم عودة الهدوء إلى طرابلس، إلا أن الوضع لا يزال هشاً، في ظل استمرار التوتر بين القوى المسلحة وتحديات تثبيت وقف إطلاق النار.
ويأمل الليبيون أن تكون هذه الأحداث دافعاً جاداً لتوحيد المؤسسات الأمنية، وتمهيد الطريق نحو استقرار دائم يعيد الحياة الطبيعية إلى عاصمتهم المنهكة.
نقلاً عن : تحيا مصر
لا تعليق