الهروب الكبير.. كيف تحوّل تمثيل المنتخبات من شرف إلى كابوس؟

أثارت قضية استبعاد لامين يامال من منتخب إسبانيا الجدل مجددًا بشأن جدول المباريات الدولية والصراع بين الأندية والمنتخبات بشأن السماح للاعبين بتمثيل بلدانهم، رغم كونهم يتقاضون رواتبهم من فرقهم.

واستُبعد مهاجم برشلونة بضغط من ناديه رغم عدم معاناته من إصابة، ولكن فقط لاستغلال فترة التوقف الدولي للتعافي بشكل جيد من ألم العانة الذي أبعده سابقًا عن ناديه ومنتخب بلاده. 

وبعد التأهل لنهائيات كأس العالم 2026، استبعد مدرب منتخب فرنسا القائد كيليان مبابي ولاعب الوسط إدواردو كامافينغا، وسمح لهما بالعودة لريال مدريد رغم الإصابات الخفيفة، وهو ما فتح النقاش حول هروب اللاعبين من تمثيل منتخبات بلدانهم تحت ضغط الأندية.

وتعتقد الأندية أن لها الحق في منع لاعبيها من تمثيل منتخبات بلدانهم لكونها الجهة التي تدفع الرواتب، وهي المتضررة الأكبر في حال عودتهم مصابين.

وأدّى ضغط المباريات على اللاعبين بين الأندية والمنتخبات لاحتجاج كبير من طرف رابطة اللاعبين المحترفين، وسط صراع بين الاتحادات القارية والاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.

واستحدث الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” تنظيم دوري الأمم الأوروبية للمنتخبات، وردّ “فيفا” باستحداث كأس العالم للأندية الموسعة، والتي جرت نسختها الأولى الصيف الماضي في أمريكا وحرمت لاعبي الأندية المشاركة من عطلتهم الصيفية.

وأصبح شعار الأندية، كل لاعب يشعر بأي ألم يطلب إعفاءه من تمثيل منتخب بلاده، كما أصبحت المنتخبات تستبعد لاعبين لأقل الأسباب لتجنّب غضب الأندية، كما حدث لثلاثي أتلتيكو مدريد جوليان ألفاريز وجوليانو سيموني وناهويل مولينا مع منتخب الأرجنتين، حيث استُبعدوا بسبب نسيان التلقيح ضد الحمى الصفراء.

كان تمثيل المنتخب يُعدّ شرفًا لكل لاعب، وهناك لاعبون فقدوا مركزهم الأساسي في أنديتهم لإصرارهم على تمثيل بلدانهم، لكن الوضع تغيّر بسبب ضغط المباريات وجشع الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحادات القارية التي تخلق بطولات جديدة وطرق تصفيات طويلة.

أصبح اللاعبون يخشون على مستقبلهم كلاعبي كرة قدم، ويفضّلون أنديتهم على منتخبات بلدانهم، أو يتفاوضون للوصول إلى حلول وسط تسمح لهم باللعب أقل مع المنتخب والغياب عن المباريات غير المهمة، تجنّبًا للمشاكل وتجنّبًا أيضًا للإصابات والإرهاق الذي يؤثر في مستواهم.