منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، شهدت الساحة الدولية حراكًا دبلوماسيًا غير مسبوق تجاه القضية الفلسطينية. فقد أعلنت أستراليا رسميًا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتلتحق بركب فرنسا وكندا والمملكة المتحدة في هذا التوجه.
موجة اعتراف دولية مفصلية
وفي هذا السياق، أكدت نيوزيلندا أنها تدرس بجدية اتخاذ خطوة مماثلة، فيما سبقتها بالفعل دول أوروبية مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا. كما وضعت دول أخرى مثل مالطا وفنلندا ولوكسمبورج وبلجيكا نفسها على الطريق ذاته نحو الاعتراف.
عدد الدول المعترفة بفلسطين يتجاوز حاجز 147
جدير بالذكر، أن عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين وصل حتى نهاية عام 2024 إلى نحو 146 دولة، من بينها دول في الكاريبي وأوروبا. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 148 أو 149 دولة بعد اعتراف فرنسا وأستراليا في سبتمبر المقبل، وهو ما يعني أن حوالي 75% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باتت تدعم الاعتراف رسميًا بفلسطين.
آراء الخبراء: بين الدلالة الرمزية والأثر السياسي
في هذا السياق، يؤكد البروفيسور ألفيغ نابلي، أستاذ القانون الدولي بباريس، أن الاعتراف الدولي بفلسطين يعزز حضورها السياسي والقانوني عالميًا، ويمثل أساسًا لتثبيت حقوقها كدولة كاملة السيادة.
من ناحية أخرى، يشير جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الأسبق، إلى أن حل الدولتين يظل الضمان الأمني الأفضل لإسرائيل نفسها.
لكن على الجانب الآخر، ترى المحاضرة في القانون الدولي شاهد حموري أن هذه الاعترافات، رغم أهميتها الرمزية، لن تحقق أثرًا ملموسًا ما لم تتبعها خطوات عملية، معتبرة استمرار الدعم العسكري لإسرائيل تناقضًا صارخًا في المواقف الدولية.
ردود الفعل: بين التأييد والانتقاد
في الداخل الأسترالي، رحّب مؤيدو القرار به واعتبروه خطوة تاريخية طال انتظارها، مطالبين بمزيد من الإجراءات مثل وقف تصدير السلاح لإسرائيل
في المقابل، هاجمه معارضون باعتباره “مكافأة للإرهاب” ويهدد عملية السلام، خاصة في ظل سيطرة حركة حماس على غزة. وقد أدانت إسرائيل الخطوة بشدة، بينما اعتبر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أنها تمثل تراجعًا عن التزامات السلام.
على الجانب الآخر، دافع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز عن القرار، مؤكدًا أنه محاولة لكسر الجمود الدبلوماسي وتحريك مسار حل الدولتين.
انعكاسات الاعتراف على مستقبل القضية الفلسطينية
إن الزخم الدبلوماسي الجديد يمنح فلسطين دفعة قوية لتعزيز شرعيتها السياسية في المؤسسات الدولية، ويزيد الضغط على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر في ترجمة هذه الاعترافات إلى واقع عملي على الأرض، يتطلب دعمًا سياسيًا واقتصاديًا طويل الأمد، حتى يتحول الحلم الفلسطيني بدولة مستقلة إلى حقيقة.
نقلاً عن : تحيا مصر
- ملخص أهداف ونتيجة مباراة باريس سان جيرمان وتوتنهام هوتسبير في كأس السوبر الأوروبي - 14 أغسطس، 2025
- كفر الدوار يدعم صفوفه في القسم الثالث بضم جنش حارس مرمي الأوليمبي - 14 أغسطس، 2025
- المنصورة يضم الحسن محمد لاعب المليحة الإماراتي 3 مواسم - 14 أغسطس، 2025
لا تعليق