باكستان وطالبان تتفقان على تبادل السفراء بدعم صيني لتعزيز الاستقرار الإقليمي

في خطوة دبلوماسية بارزة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية والاستقرار الإقليمي، أعلنت باكستان وحركة طالبان عن اتفاق مبدئي لتبادل السفراء بينهما في أقرب وقت ممكن. 
يأتي هذا الإعلان بعد اجتماع ثلاثي جمع وزراء خارجية الصين وباكستان وأفغانستان في بكين، حيث أكدت الصين دعمها الكامل لهذا التطور واستعدادها لتعزيز التعاون بين الدول الثلاث.

تبادل السفراء: خطوة نحو الاعتراف الدبلوماسي

أفادت وزارة الخارجية الصينية بأن باكستان وأفغانستان أبدتا استعداداً واضحاً لرفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بينهما، واتفقتا مبدئياً على تبادل السفراء في أسرع وقت ممكن. ويُعد هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو الاعتراف الدبلوماسي بحكومة طالبان، التي لم تحظَ بعد باعتراف رسمي من معظم الدول، رغم سيطرتها على 39 سفارة وقنصلية حول العالم.

الصين: وسيط إقليمي وداعم للتعاون الثلاثي

أعرب وزير الخارجية الصيني وانج يي عن ترحيب بلاده بالاتفاق بين باكستان وطالبان، مؤكداً استعداد الصين لمواصلة دعم تعزيز العلاقات بين البلدين. 
وأشار إلى أن الصين ستواصل لعب دور إيجابي في تحسين العلاقات بين أفغانستان وباكستان، وتعزيز التعاون الثلاثي في مجالات متعددة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، والتعاون الاقتصادي، وتوسيع مبادرة الحزام والطريق لتشمل أفغانستان.

الاجتماع الثلاثي: تعزيز التعاون الإقليمي

شهدت بكين اجتماعاً ثلاثياً ضم وزراء خارجية الصين وباكستان وأفغانستان، حيث ناقشوا سبل تعزيز التعاون الإقليمي. واتفقوا على عدة نقاط، منها:

– تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والحفاظ على حسن الجوار.

– توسيع التبادلات والاتصالات الدبلوماسية.

– تعزيز التعاون العملي في مجالات الاقتصاد والبنية التحتية والتنمية.

– مكافحة الإرهاب والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.

التحديات القائمة: اللاجئون والتوترات الحدودية

يأتي هذا التقارب في ظل توترات قائمة بين باكستان وأفغانستان، خاصة بعد قيام باكستان بترحيل أكثر من 80,000 أفغاني منذ مارس 2025 كجزء من حملة إعادة اللاجئين التي بدأت في 2023. 
وقد أعربت طالبان عن قلقها إزاء هذه الإجراءات، مما يجعل من الاتفاق على تبادل السفراء خطوة نحو تخفيف التوترات وتحسين العلاقات الثنائية.

نحو استقرار إقليمي مستدام

يمثل الاتفاق بين باكستان وطالبان على تبادل السفراء، بدعم صيني، تطوراً دبلوماسياً مهماً قد يسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي. 
ومع استمرار التحديات، يبقى التعاون الثلاثي بين الصين وباكستان وأفغانستان عاملاً حاسماً في تحقيق السلام والتنمية في المنطقة.