في واحدة من أكثر المواجهات إثارة للجدل على منصات التواصل الاجتماعي، شهدت الأيام الماضية تصعيداً غير مسبوق في الخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، مالك “تسلا” و”سبيس إكس” ومنصة “إكس”.
وبدأ النزاع بتصريحات لترامب عبّر فيها عن خيبة أمله من إيلون ماسك، ليندلع بعدها هجوم حاد من الأخير تخلله اتهامات علنية، وسخرية سياسية، وتشكيك في نزاهة ترامب، وادعاءات قد تهدد مستقبله السياسي.
إيلون ماسك: لولاي لما فزت
منشور إيلون ماسك الأكثر إثارة للجدل كان عندما صرّح بأن ترامب لم يكن ليفوز في الانتخابات لولا دعمه الشخصي. وكتب عبر “إكس”: لنكن صريحين، لولا منصتي ودعمي، لما فاز ترامب، لكنه مثل كثيرين، لا يتذكر إلا ما يناسبه.
https://x.com/elonmusk/status/1930667528696828120?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1930667528696828120%7Ctwgr%5Ee575c24e977276fa286d0b416a0c07c3c365b9dd%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Ftelegram.org%2Fembed
هذا التصريح شكل تحدياً مباشراً لشرعية ترامب السياسية، ملمحاً إلى أن تأثير إيلون ماسك بات يتجاوز حدود المال والتكنولوجيا إلى التأثير الفعلي على القرار السياسي.
سخرية من تصريحات ترامب القديمة
في خطوة استهدفت إحراجه، أعاد ماسك نشر تغريدة لترامب تعود لعام 2013، كان فيها الرئيس ترامب يعارض رفع سقف الدين الأميركي، وهو ما يتناقض تماماً مع دعمه الحالي لما سماه مشروع القانون الكبير الجميل، وهو مشروع قانون ضريبي ضخم أثار جدلاً في الكونجرس.
https://x.com/elonmusk/status/1930683435280167193?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1930683435280167193%7Ctwgr%5E4b95b8a2bf6b776a0f5d298675d07f97b84f48d5%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Ftelegram.org%2Fembed
إيلون ماسك اقتبس تلك التغريدة وعلّق ساخراً: أين كاتب هذه الكلمات الآن؟، موجهاً بذلك ضربة لخطاب ترامب المتناقض.
ملفات إبستين تدخل على الخط
وما زاد من حدة التوتر، اتهام ماسك لترامب بالتورط في قضية جيفري إبستين، المتهم بإدارة شبكة لاستغلال القاصرات.
فقد أشار ماسك إلى أن اسم ترامب ورد في الوثائق غير السرية الخاصة بإبستين، ونشر: اقرأوا الملفات، اسم ترامب هناك، من المضحك أن لا أحد يتحدث عن ذلك.
هذا الاتهام الخطير أدى إلى انخفاض في أسهم شركات ترامب الإعلامية، وأثار ردود فعل واسعة على المنصات السياسية والإعلامية.
رد ترامب: تهديدات واتهامات بالجحود
ترامب من جهته لم يلتزم الصمت، فرد على ماسك بتغريدة على منصة “تروث سوشيال”، عبّر فيها عن خيبة أمله، مشيراً إلى أنه ساعد ماسك وشركاته في تحقيق صفقات حكومية ضخمة، وأضاف: كنت أعلم أن إيلون سينقلب، لكن لم أتوقع هذا الجحود.
كما لمّح الرئيس ترامب إلى أنه قد يستخدم نفوذه لوقف عقود حكومية موقعة مع شركات ماسك.
مشروع قانون يشعل الخلاف
الخلاف انطلق بسبب مشروع قانون ضريبي طرحه الجمهوريون بدعم من ترامب، وصفه ماسك بأنه “عمل بغيض مثير للاشمئزاز”، محذراً من أنه قد يؤدي إلى إفلاس الولايات المتحدة.
وتضمنت الحزمة تمديد تخفيضات ضريبية، وإلغاء ضرائب على الإكراميات، ورفع سقف الدين، وهو ما رفضه ماسك جملة وتفصيلاً، ما فاقم الخلافات بين الطرفين.
خلافات تهدد التوازن السياسي
الخلاف العلني بين ترامب وماسك تجاوز كونه جدالاً بين شخصيتين نافذتين، إلى كونه مؤشراً على تفكك بعض التحالفات داخل المعسكر الجمهوري.
ومع اقتراب انتخابات 2024، يبدو أن الصراع بين الطرفين قد يُغيّر قواعد اللعبة السياسية، ويعيد رسم خطوط الولاء داخل اليمين الأميركي، وسط تساؤلات عن حدود تأثير رجال الأعمال على مستقبل القيادة في واشنطن.
نقلاً عن : تحيا مصر
لا تعليق