بريطانيا في قلب حقبة أمنية جديدة ورسالة مزدوجة للردع والدعم الإنساني


في خطاب شامل يرسم ملامح المرحلة المقبلة من السياسة الدفاعية والخارجية للمملكة المتحدة، أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن العالم دخل حقبة جديدة في الدفاع والأمن، تستدعي استعدادًا استثنائيًا لمواجهة تهديدات غير مسبوقة، أبرزها التهديد الروسي. 
كما شدد على أن الردع الفعّال للصراعات لا يكون إلا بالاستعداد لها، في وقت تتجه فيه بريطانيا لتوسيع دورها داخل حلف النيتو، مع مضاعفة جهودها الإنسانية في غزة.

رؤية دفاعية جديدة: الاستعداد أولًا

أوضح ستارمر أن مراجعة استراتيجية الدفاع البريطانية ترتكز على ثلاثة مبادئ: “الاستعداد للقتال، وبناء قوات مسلحة متكاملة، وتبنّي نهج النيتو أولاً”. 
وأكد ستارمر أن أفضل وسيلة لردع الصراعات المستقبلية تكمن في الجاهزية الشاملة، قائلاً: “لن نقاتل وحدنا أبدًا، فكل ما نفعله الآن يعزز قوة النيتو، ويجعل حلفاءنا أقوى”.

التهديد الروسي في الصدارة

اعتبر ستارمر أن التهديد الذي تمثله روسيا لا يمكن تجاهله، مشددًا على أن بريطانيا يجب أن تكون مستعدة لمخاطر أخطر وأكثر غموضًا مما عرفته منذ الحرب الباردة. 
وفي هذا السياق، أعلن عن خطة لبناء ستة مصانع جديدة لإنتاج الذخيرة، بالإضافة إلى استثمار 15 مليار جنيه إسترليني في إنتاج رؤوس نووية سيادية، اعتبرها “ضامناً أساسياً لأمننا القومي”.

تحالفات أقوى ومصانع دفاعية جديدة

قال ستارمر إن بلاده، بينما تعزز قدراتها في الداخل، فإنها ترفع من كفاءة الشراكات الدفاعية مع الحلفاء.
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني: “آن الأوان لتجديد بلدنا واستثماراتنا ودفاعاتنا، بما يضمن بقاءنا في طليعة الأمن العالمي”.

رسالة إنسانية: غزة لا تُحتمل

إلى جانب الملفات العسكرية، خصّ ستارمر الوضع في غزة بجزء مهم من حديثه، واصفًا إياه بأنه يتدهور يوماً بعد يوم. 
وأكد رئيس الوزراء البريطاني أن الحكومة البريطانية تعمل مع الحلفاء لضمان وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية بسرعة وبكميات غير متوفرة حاليًا. 
وقال كير ستارمر: “يجب أن نكون واضحين تمامًا، الوضع غير مقبول”.

ازدواجية المهام: قوة في الردع ورحمة في الدعم

من الواضح أن ستارمر يسعى لترسيخ رؤية مزدوجة: بريطانيا كقوة دفاعية قادرة على المواجهة، وفي الوقت نفسه، دولة تتحمل مسؤولياتها الإنسانية. 
وفي خطابه، وضع الأمن والدفاع في إطار متكامل مع السياسة الخارجية، في وقت تلعب فيه المملكة المتحدة دوراً محورياً في كل من أوروبا والشرق الأوسط.
رسائل ستارمر جاءت واضحة: بريطانيا لن تبقى محايدة في عالم يزداد اضطرابًا، وستعيد رسم دورها القيادي من خلال تحالفات قوية واستثمارات عسكرية كبرى، دون أن تتخلى عن مسؤولياتها الأخلاقية تجاه الأزمات الإنسانية، وفي مقدمتها مأساة غزة.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *