في يوم مشهود للعدالة، أسدل القضاء المصري اليوم الستار على واحدة من أبشع جرائم الغدر التي ارتكبتها يد الإرهاب في مصر، بإصدار حكم بالإعدام شنقًا بحق قتلة الشهيد اللواء نبيل فراج، مساعد مدير أمن الجيزة الأسبق، الذي استُشهد برصاص الجماعات الإرهابية في كرداسة أثناء اقتحامها في سبتمبر 2013.
هذا الحكم ليس مجرد نهاية قانونية لجريمة، بل هو تأكيد على أن دماء الأبطال لا تضيع، وأن الدولة لا تنسى أبناءها الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الوطن.
من هو اللواء نبيل فراج؟
اللواء نبيل فراج، ابن صعيد مصر البار، وُلد بمحافظة سوهاج، ونشأ على قيم الشهامة والانضباط والولاء للمؤسسة الأمنية.
عمل لسنوات في صفوف وزارة الداخلية، عُرف عنه التفاني في أداء مهامه، والتعامل الإنساني مع المواطنين.
شغل منصب مساعد مدير أمن الجيزة لشؤون الأمن العام، وكان له دور كبير في إحباط عدد من المخططات الإرهابية عقب ثورة 30 يونيو.
وفي سياق متصل، يقول اللواء طارق المهدى، محافظ الجيزة الأسبق: “الشهيد نبيل فراج كان أول من اقتحم كرداسة، لم يكن مسؤولاً مكتبيًا، بل رجل ميدان من الطراز الأول… استشهد وهو يتقدّم الصفوف من أجل إعادة الدولة إلى قلب كرداسة.”
كرداسة.. وكر الإرهاب الذي واجهه الشهداء بصدورهم
عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلحين، تحولت منطقة كرداسة إلى وكر إرهابي خطير، سيطرت عليه الجماعات التكفيرية، وقتلوا فيه بوحشية 13 ضابطًا وفرد أمن داخل قسم شرطة كرداسة، في واحدة من أبشع المجازر التي عرفتها مصر.
وفي صباح 19 سبتمبر 2013، انطلقت قوات الأمن في عملية تطهير كرداسة بمشاركة قوات خاصة، وكانت أوامر اللواء نبيل فراج واضحة: “لن نسمح بوجود إمارة إرهابية على أرض مصر… ولن نُسلّم كرداسة إلا للدولة.”
لكنه سقط شهيدًا في الساعات الأولى من الاقتحام، برصاص غادر من كمين إرهابي، لتبدأ رحلة مطاردة قتَلته لسنوات، حتى تم تقديمهم للعدالة، واليوم يُقتص منه بقرار المحكمة.
أبطال من نور… شهداء واجهوا الغدر بشجاعة
استشهاد اللواء نبيل فراج لم يكن الحالة الوحيدة، بل جاءت في سياق بطولات لآلاف الشهداء من رجال الشرطة والجيش، الذين واجهوا كمائن إرهابية وتفجيرات ومخططات تفتيت الدولة.
من تفجيرات سيناء، إلى معارك الواحات، وعمليات مداهمات الجيزة والمنيا، كلّها شهدت بطولات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
جدير بالذكر ،أن وزارة الداخلية كرّمت اسم اللواء نبيل فراج عدة مرات، وتم إطلاق اسمه على عدد من المنشآت الشرطية والتعليمية تخليدًا لذكراه.
رؤية السيسي الأمنية…كسر الإرهاب واستعادة هيبة الدولة
منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم الحكم في 2014، وضع قضية محاربة الإرهاب واستعادة الأمن على رأس أولويات الدولة.
تم تطوير منظومة الأمن بشكل شامل، شملت…
إعادة هيكلة قطاعات الأمن الوطني والمركزي
إنشاء قاعدة بيانات قومية للمتطرفين
تطوير التعاون الأمني والاستخباراتي مع دول الجوار
إطلاق عملية سيناء 2018 الشاملة لتطهير شبه الجزيرة من بؤر الإرهاب
وفي تصريحات خاصة للواء محمد شعراوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، قال: “الدولة تحت قيادة الرئيس السيسي أعادت الهيبة لجهاز الشرطة، وتبنت استراتيجية لا تكتفي بالرد، بل تقوم على الرصد والاستباق والتجفيف الكامل لمصادر الإرهاب.”
الشرطة المصرية اليوم… حماية الداخل بسواعد لا تعرف التراجع
بعد 11 عامًا على استشهاد اللواء نبيل فراج، أثبتت الشرطة المصرية أنها قادرة على المواجهة والتطور والتضحية.
فمن خلال تتبع العناصر الإجرامية، وملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة، وتأمين الجبهة الداخلية، لعبت وزارة الداخلية دورًا محوريًا في حماية الوطن، في وقت عصفت فيه المؤامرات بعدد من الدول المجاورة.
كما تمّ تعزيز…
الاستخدام التكنولوجي في التتبع والتحقيقات
برامج تدريب متقدمة للضباط والجنود
دور الإعلام الأمني في فضح خطط العنف والإرهاب
القصاص العادل بداية ذاكرة لا تُنسى
اليوم، وبعد صدور الحكم بإعدام من اغتالوا اللواء نبيل فراج، تُغلق صفحة الجريمة قانونيًا، لكنها تبقى مفتوحة في ذاكرة وطن لن ينسى شهداءه.
لقد علّمنا اللواء فراج أن الشجاعة ليست شعارًا، بل موقف يُدفع ثمنه بالدم، وأن الكرامة الوطنية لا تتحقق إلا بوجود رجال مستعدين للموت من أجلها.
ومصر، التي تنفض غبار المؤامرات يومًا بعد يوم، تمضي في طريقها بأمانٍ صنعته تضحيات الرجال الذين حملوا أرواحهم على أكفّهم، فداءً لهذا الوطن.
نقلاً عن : تحيا مصر
لا تعليق