بعد 15 كم من الأسلاك الشائكة.. قصة ممر إسرائيلي يعزل خان يونس شرقا وغربا


أعلن الجيش الإسرائيلي عن افتتاح ممر عسكري جديد أطلق عليه اسم “ماجن عوز” (درع الشجاعة) في جنوب قطاع غزة، يقطع مدينة خان يونس إلى شطرين: شرقي وغربي. 

يمتد الممر بطول 15 كيلومترًا، ويرتبط بممر “موراج” القائم الذي يفصل خان يونس عن رفح جنوبًا، حيث نفذت الفرقة 36 التابعة للجيش الإسرائيلي هذا المشروع بالتعاون مع اللواء المدرع 188 ولواء المشاة “جولاني”، خلال الأسابيع الماضية، كجزء من عمليات مستمرة لـ”تفكيك البنية التحتية لحماس وفق التوصيف الإسرائيلي.

الأهداف العسكرية والاستراتيجية

يهدف الممر إلى عزل مناطق سكنية وعرقلة حركة عناصر المقاومة الفلسطينية، خاصة لواء خان يونس التابع لحركة حماس. يُعدّ جزءًا من استراتيجية أوسع لخلق “مناطق عازلة” تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، مما يسهل عمليات التفتيش وتدمير الأنفاق ومخابئ الأسلحة. 

وزعم الجيش الإسرائيلي أن عملياته في المنطقة أسفرت عن “قتل عشرات من عناصر حماس” وتدمير بنى تحتية، بما في ذلك شبكات أنفاق ومستودعات ذخيرة، كما يُعتبر امتدادًا لمحوري “فيلادلفيا” و”موراج” الجنوبيين، مما يعزز السيطرة على المحاور الرابطة بين شمال القطاع وجنوبه ويعيق تحركات المقاومة.

ردود فعل المقاومة على إنشاء الممر 

أكدت حماس أن إنشاء الممر دليل على نوايا إسرائيلية لـ”ترسيخ وجود طويل الأمد” في غزة وعدم الانسحاب الفعلي، ما يناقض المزاعم الإسرائيلية في مفاوضات وقف إطلاق النار. 

وقال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحماس، إن “فتح محور جديد يؤكد نية الاحتلال البقاء وعدم إنهاء الحرب”، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تُسلّم خرائط جديدة للوسطاء منذ أسبوع رغم ادعاءاتها بالتقدم في المفاوضات، كما ذكّرت الحركة بأن قطاع غزة “كله تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي”، مما يجعل الممر مجرد خطوة رمزية تعكس التوسع العسكري دون تحقيق اختراقات ميدانية حاسمة.

العمليات العسكرية المصاحبة 

تزامن إنشاء الممر مع تصعيد عمليات المقاومة الفلسطينية، ففي بيت حانون شمال غزة، نفذت خلايا تابعة لحماس هجومًا باستخدام عبوات ناسفة وأسلحة رشاشة استهدف وحدة “نيتسح يهودا” الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل 5 جنود وإصابة 14 آخرين.

 كما أعلنت كتائب القسام عن تدمير ناقلة جند من طراز “نمر” بقذائف “الياسين 105” قرب خان يونس، مؤكدة أن هذه العمليات جزء من “معركة استنزاف” تهدف إلى تعطيل التقدم الإسرائيلي، فيما تشير التطورات إلى صعوبة فرض السيطرة الكاملة على المناطق التي يفصلها الممر، خاصة مع اعتماد المقاومة على تكتيكات الكر والفر.

التحليلات الاستراتيجية والتوقعات

يرى محللون عسكريون أن “ماجن عوز” يمثل محاولة لإعادة هندسة الخريطة الأمنية لغزة عبر خلق “ممرات دائمة” تقسم القطاع إلى أجزاء معزولة، مما يسهل عمليات القوات الخاصة ويحدّ من قدرات المقاومة على المناورة، كما قد يُستخدم لإنشاء نقاط مراقبة ثابتة، تمهيدًا لتحويلها إلى “مناطق عازلة” دائمة بعد الحرب، ما تتداوله تقارير إسرائيلية حول نية الاحتلال تغيير خريطة الانتشار الميداني.

التداعيات الإنسانية والدولية

جاء إنشاء الممر في ظل تدهور حاد بالأوضاع الإنسانية في غزة، ففي اليوم نفسه، استشهد 20 فلسطينيًا أثناء توزيع المساعدات في خان يونس، وفقًا لمنظمة غزة الإنسانية، كما حذّر الاتحاد الأوروبي من فرض عقوبات على إسرائيل إذا لم تحسن الوصول للمساعدات، رغم تأجيل القرار النهائي، ما  يزيد الضغط الدولي على إسرائيل، لكنها لم تمنع استمرار التصعيد العسكري.

السياق الأوسع للمفاوضات

يُفتتح الممر بالتزامن مع مفاوضات في القاهرة بمشاركة مصرية وقطرية وإسرائيلية لبحث تفاصيل وقف إطلاق النار، فيما تشير تقارير إلى “مرونة متزايدة” من إسرائيل في مناقشة خطط إعادة الانتشار، لكن إنشاء “ماجن عوز” يُظهر أن الجيش يثبت حقائق ميدانية قد تؤثر على خرائط الانسحاب المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بمناطق رفح ومحور موراغ.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *