بعكس ما يفعله مع سانتوس.. لماذا تخاذل نيمار مع الهلال السعودي؟

بعكس ما يفعله مع سانتوس.. لماذا تخاذل نيمار مع الهلال السعودي؟

بينما كانت جماهير نادي سانتوس البرازيلي تهتف بجنون على مدرجات فيلا بيلميرو، فجر الأمس، محتفلة بالهاتريك التاريخي الذي سجله  نيمار جونيور في شباك جوفنتودي لينقذ فريقه من شبح الهبوط، كانت مشاعر الغضب والحسرة تتجدد في الرياض.

المشهد في البرازيل لم يكن مجرد تألق لاعب، بل كان إدانة صريحة وواضحة لفترة قضاها نفس اللاعب بقميص الزعيم الهلالي، ولكن بشخصية وروح مختلفتين تماماً.

السؤال الذي يطرحه المشجع الهلالي، اليوم، ليس هل نيمار موهوب؟، بل لماذا قرر أن يكون بطلاً هناك، ومتخاذلاً هنا؟.

التضحية بالجسد.. بين الرياض وسانتوس

لعل النقطة الأكثر استفزازاً في المشهد الحالي هي الحالة الطبية لنيمار. التقارير البرازيلية تؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، أن نيمار يلعب، حالياً، وهو يعاني من إصابة تتطلب تدخلاً جراحياً، أو على الأقل راحة طويلة.

ومع ذلك، قرر اللاعب المخاطرة بمستقبله وتأجيل العلاج، والتحامل على آلامه للنزول إلى أرض الملعب لأن ناديه في خطر.

على النقيض تماماً، عاش نيمار في الهلال فترة نقاهة مدفوعة الأجر. كانت أروقة النادي السعودي تشهد على لاعب يتردد على العيادة أكثر من الملعب، وسط شكوك دائمة حول جديته في العودة. في الرياض، كان أي شعور بسيط بالألم يعني الغياب لأسابيع، بينما في البرازيل، الألم هو وقود المعركة. هذا التناقض يكشف أن الجسد واحد، لكن الرغبة في التضحية كانت مفقودة تماماً في التجربة السعودية.

الروح القتالية.. القائد مقابل الموظف

في مباراة جوفنتودي المصيرية، لم يسجل نيمار ثلاثة أهداف فحسب، بل ظهر كقائد عسكري في الميدان. يصرخ في زملائه، يقاتل على كل كرة، ويرفض الخروج رغم الإرهاق. هذه الروح القتالية هي العملة التي افتقدها الهلال.

مع الأزرق، ظهر نيمار في الدقائق القليلة التي لعبها كموظف يؤدي واجباً ثقيلاً، أو كنجم سينمائي جاء ليلتقط الصور لا ليصنع المجد.

غابت الروح، وغابت القيادة، وظهر بدلاً منها استهتار وصل حد السفر للحفلات والرحلات البحرية وفريقه يخوض منافسات الموسم.

الفارق هنا يكمن في قيمة الشعار لدى اللاعب؛ فسانتوس هو البيت والقضية، أما الهلال فكان مجرد عقد فلكي ومحطة عبور.

حسم المباريات.. الوهم والحقيقة

جاء نيمار للهلال ليكون القطعة الناقصة التي تضمن البطولات العالمية، لكنه رحل دون أن يترك بصمة في أي مباراة كبرى. وفي المقابل، ها هو، الآن، يحمل سانتوس على كتفيه وحيداً.

تسجيل هاتريك في مباراة تساوي البقاء في الدوري هو تعريف لمعنى اللاعب السوبر الذي يظهر في الأوقات الصعبة.

هذا الأداء يثبت أن نيمار لم يفقد مهارته كما روج البعض لتبرير فشله مع الهلال، بل إنه كان يدخر هذه المهارة لمن يستحقها في نظره. لقد أثبتت، ليلة الأمس، أن نيمار قادر على حسم المباريات بمفرده حينما يريد ذلك.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف