في عالم تتحرك فيه الأسعار بسرعة الضوء وتتشابك فيه عوامل الاقتصاد العالمي والمحلي، تصبح أنبوبة الغاز ليست مجرد سلعة منزلية، بل رمزًا لتحديات معيشية واجتماعية تؤثر على تفاصيل حياة المصريين اليومية، وبين تقلبات السوق الدولي وتكاليف النقل، تتراقص أسعار الغاز في معادلة معقدة تحمل أعباءً جديدة على المواطن والقطاع الصناعي.
تفاصيل السعر بين السوق الرسمي والتجاري في أغسطس 2025
مع مطلع أغسطس 2025، تستمر أسعار أنابيب الغاز في مصر بتسجيل ارتفاعات ملحوظة، تعكس تأثيرات عوامل عالمية متعددة، من ارتفاع أسعار النفط إلى زيادة تكاليف الشحن المحلية وتقلبات سعر صرف الجنيه.
وفقًا لمصادر رسمية، يصل سعر الأنبوبة المنزلية سعة 12.5 كجم إلى 200 جنيه داخل المستودعات الحكومية، إلا أن الأسعار في الأسواق التجارية تصل إلى حوالي 230 جنيهًا، مع اختلافات حسب المنطقة.
أما بالنسبة للأنبوبة التجارية ذات الحجم الأكبر (25 كجم)، فتتراوح أسعارها بين 350 و400 جنيه وفقًا لموقع البيع وتكاليف النقل، والأكثر إثارة للقلق هو سعر الأنبوبة الصناعية التي تستعملها المصانع الكبرى، إذ تخطت حاجز الـ 12 ألف جنيه، ما ينبئ بارتفاع متوقع في أسعار المنتجات التي تعتمد على الغاز كمصدر رئيسي للطاقة.
تُعزى هذه الزيادات إلى عوامل شتى، أبرزها الارتفاع العالمي في أسعار الطاقة، زيادة مصاريف النقل، وتأثر سعر الصرف بالظروف الاقتصادية، هذه المعادلة الصعبة ألقت بثقلها على كاهل الأسر المصرية، فضلاً عن تأثيرها المباشر على الصناعات والخدمات التي تعتمد على الغاز، ما يترجم إلى ضغوط إضافية على الأسعار في السوق المحلية.
تحقيق توازن دقيق بين ترشيد الدعم وضمان استمرارية الإمدادات
في ظل هذه التحديات، تعمل الحكومة على محاولة تحقيق توازن دقيق بين ترشيد الدعم وضمان استمرارية الإمدادات، لكن الضغط على المواطن لا يزال حاضراً، خاصة للفئات ذات الدخل المحدود، التي تترقب أي حلول قد تخفف من وطأة ارتفاع الأسعار وتداعياتها على الحياة اليومية.
في ظل استمرار تقلبات أسعار الغاز، يبقى من الضروري للمواطن متابعة التحديثات اليومية من المصادر الرسمية لتجنب الاستغلال في الأسواق. كما يُنصح بالحصول على الأسطوانات من المستودعات المعتمدة لضمان السعر المحدد والجودة المطلوبة.
وفي الوقت ذاته، يُنتظر من الحكومة تعزيز آليات الرقابة على الأسواق التجارية، وتوسيع برامج الدعم لتشمل الفئات الأكثر تضررًا من هذه الزيادات، فمع ارتفاع تكلفة الطاقة، تتأثر تفاصيل الحياة اليومية بدءًا من الطهو وحتى الإنتاج الصناعي، ما يجعل من قضية أنبوبة الغاز أكثر من مجرد سلعة، بل مؤشراً حقيقياً على أوضاع المعيشة والتحديات الاقتصادية الراهنة في البلاد.
نقلاً عن : تحيا مصر
لا تعليق