بوتين: الطلب على النفط سيبلغ 104.5 مليون برميل يومياً هذا العام

توقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يبلغ الطلب العالمي على النفط 104.5 مليون برميل يومياً هذا العام، مؤكداً أن صناعة النفط في بلاده مستقرة، وأشار إلى أن موسكو مستمرة في التعاون مع تحالف “أوبك+” على أساس الاحترام المتبادل.
رؤية الرئيس الروسي للطلب العالمي على النفط جاءت متسقة مع أحدث تقارير “أوبك” الشهرية، إذ تتوقع المنظمة بلوغ الطلب العالمي على الخام 105.14 مليون برميل يومياً في للعام الجاري بكامله، و106.52 مليون برميل يومياً للعام المقبل.
وكان هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة أوبك، قال في مؤتمر للطاقة عُقد في روسيا أمس الأربعاء إن النفط سيواصل لعب دور محوري في مزيج الطاقة العالمي، متوقعاً أن يحافظ على حصة تبلغ نحو 30% حتى عام 2050، مستنداً إلى أن العالم سيحتاج إلى طاقة أكثر بنسبة 23% مقارنةً بالمستويات الحالية.
أمين عام أوبك: النفط يشكل ثلث مزيج الطاقة العالمي بحلول 2050
إنتاج روسيا من النفط يهبط 1% العام الحالي
توقع الرئيس الروسي أن ينخفض إنتاج روسيا من النفط خلال العام الحالي نحو 1% إلى 510 ملايين طن، ما أرجعه إلى اتفاقية بلاده مع تحالف “أوبك+”، مشيراً إلى أن بلاده تحقق توازناً في أسواق النفط العالمية في إطار العمل ضمن “أوبك”، وفق تصريحاته في منتدى أسبوع الطاقة الروسي في موسكو يوم الخميس.
تحالف “أوبك+” يمضي قدماً خلال الفترة الحالية لإعادة ضخ الإمدادات المتوقفة إلى الأسواق، مستهدفاً استعادة حصته السوقية بعد سنوات من خفض المعروض.
وفي أغسطس الماضي، أنهى التحالف عملياً شريحة تخفيضات طوعية التزمت بها ثماني دول منذ 2023 بمقدار 2.2 مليون برميل نفط يومياً، عبر زيادته الإنتاج حينها بواقع 547 ألف برميل يومياً. وفي بداية الشهر الحالي، اتفق “أوبك+” على زيادة إضافية بإنتاج النفط بمقدار 137 ألف برميل يومياً بدءاً من نوفمبر المقبل. ويُشكل القرار استمرار عملية إعادة ضخ شريحة جديدة من الإمدادات بإجمالي 1.65 مليون برميل يومياً، والتي بدأت الشهر الماضي بإعادة 137 ألف برميل يومياً إلى السوق.
اقرأ التفاصيل: “أوبك+” يعزز الإمدادات برفع إنتاج النفط 137 ألف برميل جديدة
وخلال العام الحالي، شنت أوكرانيا سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيرة على البنية التحتية للطاقة في روسيا، من المصافي إلى خطوط أنابيب النفط الخام والمحطات البحرية، ما أثر نسبياً على معدلات تكرير الطاقة الروسية.
كما تكثف الولايات المتحدة الأميركية الضغوط على الهند والصين لوقف شراء النفط الروسي، وسط تركيز واشنطن على التجارة باعتبارها مبرراً لفرض رسوم جمركية كبيرة على الهند، خاصة بعد أن تحولت نيودلهي من دولة تستورد كميات لا تُذكر من النفط الروسي قبل حرب أوكرانيا إلى أكبر مستورد للخام من موسكو، إلا أنها تواجه تحديات في التخلص التدريجي من واردات النفط نظراً لعدم وجود خيارات بديلة وفيرة ومنخفضة التكلفة.
بوتين: الغاز الروسي يذهب لمشترين أكثر مسؤولية
على صعيد الغاز الطبيعي، أشار بوتين إلى أن روسيا تسعى لزيادة صادرات الغاز المسال والغاز المنقول عبر خطوط الأنابيب، مُضيفاً: “تصرفات الاتحاد الأوروبي تسببت في خلق أسواق أخرى ذات أفق للغاز الروسي”، ولفت إلى أن الدول الأوروبية ترفض الطاقة الروسية “بسبب ضغوط تتعرض لها”.
أوروبا تخطط للتخلص من الغاز الروسي المسال قبل نهاية 2027
وقال بوتين: “قطاع الغاز لدينا لم يتعافَ بشكل كامل، لكن هناك تحسّن ونعمل على زيادة قدراتنا على التصدير”، مشيراً إلى أن الغاز الروسي يذهب الآن إلى “مشترين أكثر مسؤولية وجغرافية صادرات الطاقة الروسية تتسع”.
وصف بوتين البلاد التي تعتمد على الغاز الروسي بأنها “تعرف أين تكمن مصالحها، وتتصرف بشكل معقول على أساس هذه المصالح الوطنية ذاتها”.
أوروبا تبتعد عن الغاز الروسي
يسعى الاتحاد الأوروبي لخفض الاعتماد على الغاز الروسي على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، إذ يستهدف التخلص التدريجي الكامل من واردات الغاز الروسي، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، بحلول نهاية 2026، وحظر واردات النفط الروسي بدءاً من يناير.
كما يضغط الرئيس الأميركي دونالد ترمب على دول الاتحاد لخفض الاعتماد على الغاز الروسي وزيادة مشتريات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، وضغط على الحلفاء لفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الهند والصين بسبب شرائهما النفط الروسي.
تراجعت تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عقب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في 2022، لكن الإمدادات عبر خط الأنابيب المار عبر تركيا، وشحنات الغاز الطبيعي المُسال شكّلت معاً ما يقرب من 19% من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي في عام 2024،وفق ما أوردته بلومبرغ، وتُعدّ كل من إسبانيا وبلجيكا وفرنسا من بين أكبر المستوردين للغاز المسال الروسي.
قال بوتين إن سلاسل التوريد في سوق الغاز العالمية “تشهد تغيرات لأسباب موضوعية”. وأوضح الرئيس الروسي قائلاً: “يشهد استهلاك الغاز نمواً مطرداً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، بينما لا يزال الطلب على الغاز في أوروبا دون مستوى 2019. ولكن لماذا انخفض الطلب على مصدر الطاقة الرئيسي عما كان عليه سابقاً؟ لأن الإنتاج الصناعي آخذ في الانخفاض، وبالتالي لا توجد حاجة لمثل هذه الكميات من الغاز”.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج