“بي بي” تستبعد ذروة الطلب على النفط قبل 2030

قالت شركة “بي بي” (BP Plc) إن الطلب على النفط سيُواصل النمو حتى نهاية هذا العقد، متراجعةً عن توقعاتها السابقة بأن يصل الطلب إلى ذروته بحلول هذا العام.
وأوضحت الشركة في تقريرها السنوي “توقعات الطاقة” أن زيادة الاستهلاك في الأسواق الناشئة، وبطء مكاسب كفاءة الطاقة، والتوترات الجيوسياسية، والاستخدام المستمر للبتروكيماويات، كلها عوامل تُشير إلى أن ذروة الطلب لن تتحقق قبل عام 2030 على الأقل. وتتوقع الشركة أن يبلغ الاستهلاك 103.4 مليون برميل يومياً خلال خمس سنوات، مقارنة بـ102.2 مليون برميل يومياً هذا العام.
عجّلت عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بالابتعاد عالمياً عن أهداف التحول الطموحة في الطاقة، لتعود شركات النفط الكبرى إلى التركيز على أعمالها الأساسية في الوقود الأحفوري. وتتعرض “بي بي” بشكل خاص لضغوط من شركة الاستثمار الناشط “إليوت إنفستمنت مانجمنت” (Elliott Investment Management) لإعطاء الأولوية للنفط والغاز، ويُعزز تحليلها الجديد هذا التوجه.
عودة الطلب على النفط
قالت “بي بي” إن ضُعف مكاسب كفاءة الطاقة أدى إلى زيادة في الطلب تتم تلبيتها عبر الوقود الأحفوري. وأشار كبير خبراء الاقتصاد في الشركة سبنسر ديل وفريقه في التقرير إلى أن استمرار هذا الوضع قد يُضيف 6 ملايين برميل يومياً إلى نمو الطلب بحلول عام 2035. وترى الشركة أن توقعها الأساسي هو عودة الطلب إلى المستويات الحالية تقريباً بحلول 2035.
ليست “بي بي” وحدها التي تراجعت عن رؤيتها لآفاق الطلب على النفط. إذ تستعد وكالة الطاقة الدولية لنشر تقرير هذا العام يظهر أن الطلب على النفط والغاز سيواصل الارتفاع بعد هذا العقد، على عكس افتراضاته السابقة، وفقاً لما قاله خافيير بلاس من “بلومبرغ أوبينيون” مطلع الشهر الجاري، مستشهداً بمسودة تقرير للوكالة. وأضاف أن استخدام الوقود الأحفوري سيستمر في الارتفاع حتى عام 2050.
وتتوقع “بي بي” استمرار الطلب على النفط بعد عام 2035 في ظل المسار الحالي للعالم، مع استهلاك يقدر بنحو 83 مليون برميل يومياً في 2050، مقارنة مع 75 مليون برميل يومياً وفق تقريرها العام الماضي. وفي الأثناء، ترى الشركة التي تتخذ من لندن مقراً لها ارتفاعاً في الطلب على الغاز الطبيعي خلال الفترة نفسها، بفضل واردات آسيا من الوقود في صورة شحنات مسالة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة والشرق الأوسط سيكونان الموردين الرئيسيين.
مراكز البيانات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي
أشار التقرير إلى عامل جديد يتمثل في الطلب على مراكز البيانات المرتبط بالذكاء الاصطناعي، إذ تتوقع “بي بي” أن يمثل نمو استهلاك الكهرباء في هذه المراكز نحو 10% من نمو الطلب العالمي على الطاقة حتى 2035، وما يصل إلى 40% من نمو الطلب على الطاقة في الولايات المتحدة. وأكدت الشركة في الوقت نفسه أن الطلب على مراكز البيانات يخضع لمستويات كبيرة من عدم اليقين بسبب المكاسب السريعة في كفاءة الرقائق وتقنيات التبريد.
كانت “بي بي” قد راهنت بشكل كبير على مصادر الطاقة المتجددة خلال السنوات الماضية، لكن هذه الاستثمارات تحولت إلى مشاريع خاسرة. وأعادت الشركة هذا العام صياغة استراتيجيتها للعودة إلى التركيز على النفط والغاز بعد سنوات من الأداء الضعيف.
شدد التقرير على أن استخدام الوقود الحيوي والهيدروجين وتقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه يعتمد على السياسات الحكومية. وكانت كل من “بي بي” و”شل” (Shell Plc) قد تخلتا مؤخراً عن خطط لبناء مصانع وقود حيوي في أوروبا.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج