تحديث جديد يتيح للمستخدمين تحكماً أكبر في شخصية ChatGPT
أطلقت شركة OpenAI تحديثاً جديداً لتطبيق ChatGPT يتيح للمستخدمين مستوى غير مسبوق من تخصيص “شخصية” روبوت الدردشة، بما يسمح جعله أكثر دفئاً وحماساً في أسلوب التفاعل، أو على العكس أكثر هدوءاً ورسمية، وفق تفضيلات كل مستخدم.
ويأتي هذا التحديث في إطار سعي الشركة إلى منح المستخدمين تحكماً أدق في طريقة تواصل ChatGPT، بما يشمل أيضاً تقليل استخدام الرموز التعبيرية أو زيادة حضورها داخل الردود.
وأوضحت OpenAI أن إعدادات الشخصية الجديدة تتيح للمستخدمين اختيار درجة الدفء والحماس بثلاثة مستويات رئيسية هي “أكثر”، و”أقل”، و”افتراضي”، مع إمكانية ضبط طريقة تنظيم الردود، مثل مدى اعتماد الروبوت على إنشاء القوائم، إضافة إلى التحكم في كمية الرموز التعبيرية المستخدمة.
ورغم هذا التوسع في خيارات التخصيص، لا يزال النظام لا يوفّر إمكانية إلغاء الرموز التعبيرية بالكامل، وهو ما قد يراه بعض المستخدمين قيداً على الحرية الكاملة في التحكم بأسلوب الرد.
وأُعلن عن هذه الميزات في منشور رسمي عبر منصة “إكس”، إذ أكدت الشركة أن التحديث بدأ في الوصول فوراً إلى مستخدمي ChatGPT، بالتزامن مع طرح ميزة “الدردشات المثبتة” المنتظرة منذ فترة، إلى جانب أدوات جديدة لإنشاء رسائل البريد الإلكتروني أو تعديلها، وتحسينات إضافية على متصفح ChatGPT المعروف باسم Atlas.
ويعكس هذا التزام OpenAI بتوسيع وظائف المنصة لتصبح أكثر مرونة في الاستخدام اليومي والمهني على حد سواء.
مخاوف سلوكية
غير أن هذا التوجه نحو جعل روبوتات الدردشة أكثر “ودّية” يثير في الوقت نفسه مخاوف لدى بعض المختصين، الذين حذروا من أن الإفراط في إضفاء الطابع الإنساني على أنظمة الذكاء الاصطناعي، أو جعلها مفرطة في المجاملة والتوافق مع آراء البشر، قد يسهم في تفاقم مشكلات تتعلق بالصحة النفسية، مثل الاعتماد العاطفي على الذكاء الاصطناعي أو ما يُعرف بـ”ذهان الذكاء الاصطناعي”.
وكانت نماذج سابقة من ChatGPT، من بينها النموذج المتاح حالياً GPT-4o، قد خضعت لتعديلات في وقت سابق من هذا العام بعد انتقادات وُجهت إليها بسبب سلوك وُصف بأنه “مبالغ في الموافقة”.
وفي هذا السياق، أقر الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان بوجود ما سماه “مشكلة شخصية” في بعض سلوكيات النماذج.
معايير صارمة للسلامة
ويأتي هذا التحديث بعد نحو أسبوع واحد فقط من إطلاق OpenAI لسلسلة نماذجها الجديدة GPT-5.2، التي قالت الشركة إنها تقدم قدرات محسّنة موجهة لأعمال المعرفة الاحترافية، مع نتائج أفضل في اختبارات الأداء ومعالجة أدق للمحتوى وتقليل معدلات “الهلوسة” التي طالما شكّلت تحدياً لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية.
وفي موازاة ذلك، جدّدت OpenAI التزامها بتعهداتها المتعلقة بالصحة النفسية وسلامة المراهقين، في ظل تصاعد الدعاوى القضائية والضغوط التنظيمية.
وأوضحت الشركة، في تدوينة نُشرت مؤخراً، أنها تعمل على تطبيق مجموعة جديدة من المبادئ الخاصة بالمستخدمين دون سن 18 عاماً ضمن نموذج GPT-5.2، بهدف فرض ضوابط إضافية حول الموضوعات الحساسة وتشجيع تفاعلات ملائمة للفئات العمرية الصغيرة.
كما كشفت عن العمل على نظام جديد للتحقق من العمر، مشيرة إلى أن GPT-5.2 حقق نتائج أعلى في اختبارات السلامة الداخلية المتعلقة بالصحة النفسية، بما في ذلك اختبارات الضغط المرتبطة بإيذاء النفس، مقارنة بالنماذج السابقة.
نقلاً عن: الشرق
