تذكار استشهاد الأنبا بضابا .. استشهد القديس الجليل الأنبا بضابا المعروف بلقب الجوهري، أسقف مدينة قفط بالصعيد، وذلك في مثل هذا اليوم من عام 284 ميلادي، وهي السنة الأولى للشهداء، إلى جانب زميليه الأب القس إندراوس ابن خالته والقديس خريستوذللو. تم ذلك في عهد الوالي أريانوس حاكم أنصنا، وفي فترة حكم الإمبراطور دقلديانوس. يُلاحظ أن اسم “بضابا” مشتق من الكلمة الهيروغليفية “باتبي”، والتي تعني “الرئيسي” أو “الجوهري”، بينما في اللغة القبطية تُترجم إلى “باتابي”، بمعنى “المنتسب إلى الرأس”.
الأنبا بضابا و رفيقيه
وُلد القديس الأنبا بضابا في مدينة أرمنت بمحافظة قنا، وسط عائلة مؤمنة تقية. والده يدعى مينا، وقد حرص على تربية ابنه منذ الصغر وفق التعاليم المسيحية. أما والدته فقد
كانت لها شقيقة رزقت بابن أسمته إندراوس، الذي كان يكبر بضابا بعامين. تربى إندراوس، هو الآخر، على القيم المسيحية، وشكل مع ابن خالته رابطًا قويًا في السعي نحو ترك ملذات العالم والمضي في طريق الروحانية والتقوى.
وكان الثنائي كثيراً ما يعكفان على قراءة الكتب الدينية التي فتحت لهما آفاقًا واسعة من المعرفة، حتى باتا من أبرز الشخصيات في الورع والتعاليم الروحية آنذاك. عندما بلغ بضابا سن العاشرة، كان قد حفظ معظم التعاليم المسيحية والكتب الدينية، ويشاركه ابن خالته
إندراوس في قراءة الكتاب المقدس وكتب الوعظ والتأمل. بفضل اجتهادهما وتفرغهما للصلاة والصوم، اتسمت حياتهما بالتقوى الفائقة. كانا يصومان يومين أسبوعيًا دون تناول أي طعام أو شراب، وعندما يأكلان لا يتناولان سوى الخبز والملح. فضلاً عن مواظبتهما على الصلاة بشكل مستمر ليلاً ونهاراً، مما جعل الروح القدس يتجلى في كلامهما وأفعالهما.

استشهاد الأنبا بضابا
عندما أنهى القديس الأنبا بضابا و رفيقيه طلباته، رأى الرب الإله المخلص محاطًا بالملائكة وهو آتٍ ليعزيه قائلاً: العزاء لك يا حبيبي بضابا، ها أنا معك. ثم ارتفع الموكب المجيد نحو السماء. وفي الصباح، أصدر الوالي أمرًا بجمع سكان المدينة في المكان الذي اجتمعوا فيه. وعندما رأى الناس القديسين، نادوا بأعلى صوتهم: نحن مسيحيون ونؤمن بإله واحد، إله أنبا بضابا.
غضب الوالي غضبًا شديدًا، وأمر بإحضار القديس ومن معه وأصدر حكمه بقطع رؤوسهم بالسيف. سالت الدماء كالأنهار وحصدت الأرواح علنًا، بينما امتلأ السماء بالملائكة الأطهار الذين استقبلوا أرواح القديسين الأبرار. حاز القديس بضابا والقديس إندراوس وخريستوذللو على أكاليل الحياة الأبدية.

إعادة بناء كنيسة القديس الأنبا بضابا
فيما بعد، قامت الملكة والدة الإمبراطور قسطنطين الصغير بإعادة بناء كنيسة القديس بضابا التي كان قد هُدمت في عصر دقلديانوس الطاغية، مجددة بذلك ذكراه ورسالته التي لم تُنسَ.
نقلاً عن : صوت المسيحي الحر
- مجموع الثانوي هو الفيصل في التنسيق سواء للدور الأول أو الثاني - 27 يوليو، 2025
- سنكون عند حسن ظن المواطن والمشاركة مسئولية ..فيديو وصور - 27 يوليو، 2025
- هل تؤثر امتحانات الدور الثاني على فرص التنسيق؟ أستاذ بجامعة حلوان يجيب - 27 يوليو، 2025
لا تعليق