القديس السابق الصابغ مار يوحنا المعمدان .. في مثل هذا اليوم نحتفل بميلاد القديس السابق ومُعمِّد السيد المسيح، يوحنا المعمدان. هذا الذي شهد الإنجيل بعظمته قائلاً إنه لم تلد النساء أعظم منه، والذي سجَد للمسيح وهو لا يزال في بطن أمه. كما نال شرف وضع يده على رأس ابن الله أثناء معموديته.

القديس السابق الصابغ مار يوحنا المعمدان
يُطلعنا الإنجيل المقدس على قصة ولادة يوحنا المعمدان، حيث جاء في النص: عندما حان وقت ولادة أليصابات، رزقت بابن. وعندما علم الجيران والأقارب أنّ الرب قد أظهر لها رحمة عظيمة، شاركوها الفرح والبهجة. وفي اليوم الثامن، اجتمعوا ليختنوا الطفل ورغبوا في تسميته زكريا على اسم أبيه. لكن الأم أليصابات رفضت ذلك وأعلنت أن الطفل سيُسمّى يوحنا.
أثار هذا القرار دهشة الحاضرين، إذ لم يكن أحد في عائلتها يحمِل ذلك الاسم، مما دفعهم للتوجه إلى الأب زكريا لمعرفة رأيه. فأخذ لوحاً وكتب عليه بوضوح: “اسمه يوحنا”. أثار موقفه إعجاب الجميع، ووقعت معجزة حين انفتح فم زكريا وتحرر لسانه، ليُمجّد الله ويتحدث بتنبؤ، معلناً أن ابنه سيكون نبياً للعلي وسيُمهّد الطريق أمام الرب ليكون مقدمة له.

منذ طفولته، عاش يوحنا حياة مليئة بالزهد والتقوى في البرية، استمرارًا لتلك الحياة لأكثر من عشرين عامًا حتى موعد ظهوره أمام إسرائيل كما ورد في إنجيل لوقا (1: 57–80). كان يرتدي لباسًا مصنوعًا من وبر الإبل ومشدودًا بحزام جلدي حول وسطه، فيما كان غذاؤه يقتصر على الجراد والعسل البري، كما ذكر في إنجيل متى (3: 4) ومزامير (1: 6). أمضى يوحنا أيامه في عزلة البرية، مكرسًا نفسه للصلاة والتقشف حتى أُوحي إليه أمر إلهي ليحقق النبوءة ويُعلن للشعب قدوم مخلص العالم (مت 3: 4؛ مز 1: 6). وُكل إليه أن يشهد للنور ويكون وسيلة تؤدي إلى إيمان الجميع، لكنه لم يكن هو النور ذاته، بل أُرسل ليُرشد الناس إلى النور الحقيقي.

وفاة القديس يوحنا المعمدان
حدثت وفاة القديس يوحنا المعمدان في أواخر السنة الحادية والثلاثين أو مطلع السنة الثانية والثلاثين من عصر المسيح. عرف هذا القديس بنقاء سيرته التي شابه بها الملائكة، وامتلأ بالروح القدس منذ أن كان في بطن أمه. استشهد مدافعاً عن الحق، ويُكرَّم تذكاره في الثاني من شهر توت. نلتمس شفاعته أمام الرب، أيها السابق والصابغ، ليغفر لنا ذنوبنا.
نقلاً عن : صوت المسيحي الحر
لا تعليق