تراجع إيرادات “إكس” عقب الطفرة التي أعقبت الانتخابات الأميركية

تراجع إيرادات “إكس” عقب الطفرة التي أعقبت الانتخابات الأميركية

انخفضت مبيعات منصة “إكس” (X) التابعة للملياردير إيلون ماسك بشكل طفيف خلال الربع الثاني مقارنةً بالربع الأول، ما يشير إلى أن شبكة التواصل الاجتماعي واجهت صعوبات في الاستفادة من موجة الانفاق التي ظهرت حين كان ماسك في قلب المشهد السياسي الأميركي.

سجلت شبكة التواصل الاجتماعي، المعروفة سابقاً باسم “تويتر”، إيرادات بلغت نحو 707 ملايين دولار خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 يونيو، بانخفاض قدره 2.2% عن الربع الأول من العام، بحسب أشخاص مطلعين على الأرقام. ومع ذلك، فإن الإيرادات ما زالت تسجل نمواً يتجاوز 20% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، مدفوعة جزئياً بأجواء الانتخابات والإنفاق الذي أعقب الحملة الانتخابية، حين كان ماسك يمضي معظم وقته إلى جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

لم يرد المتحدث باسم شركة “إكس” على طلبات التعليق، فيما جرى الكشف عن الأرقام لمستثمرين من القطاع الخاص الأسبوع الماضي.

تحول في مصادر إيرادات “إكس”

بعد فوز ترمب في انتخابات نوفمبر، أسهم قرب ماسك منه في جذب مستثمرين إلى الشركة، كما دفع عدداً من المعلنين إلى الإنفاق عبر “إكس” أملاً في كسب ود ماسك والإدارة الأميركية.

لكن المشهد تغير منذ ذلك الحين، إذ دخل الطرفان في خلاف علني على منصات التواصل الاجتماعي، قبل أن يعلن ماسك انسحابه من السياسة وتحويل تركيزه إلى قطاعات أخرى من إمبراطوريته، مثل شركته للذكاء الاصطناعي “إكس آيه آي” (xAI) وشركة السيارات الكهربائية “تسلا” (Tesla).

تُظهر الأرقام أن أعمال “إكس” بدأت تستقر بعد سنوات من الضبابية التي أعقبت استحواذ ماسك الأولي. ومع ذلك، تراجعت الإيرادات بنسبة 40% مقارنة بالربع نفسه من عام 2022، وهو آخر ربع كشفت فيه “تويتر” عن نتائجها المالية قبل أن تتحول إلى شركة خاصة، ما يوضح أن حجم النشاط أصبح أصغر بكثير مما كان عليه.

أفادت “بلومبرغ” أن دور الإعلانات، التي كانت تاريخياً المحرك الرئيسي لنمو أعمال “إكس”، تراجع لصالح الاشتراكات ومنتجات ترخيص البيانات.

تغييرات إدارية في “إكس”

علاوة على ذلك، غادرت ليندا ياكارينو، الخبيرة البارزة في مجال الإعلانات والرئيسة التنفيذية لشركة “إكس”، منصبها في يوليو، مما أتاح للشبكة تعزيز هويتها الجديدة كمصدر رئيسي للبيانات المخصصة لتدريب تقنيات الذكاء الاصطناعي دعماً لروبوت الدردشة “غروك” التابع لشركة “إكس آيه آي”.

اقرأ المزيد: الرئيسة التنفيذية لمنصة “إكس” تغادر منصبها

وخلال العام الماضي، شهدت أعمال الشركة تقلبات ملحوظة، إذ تراجع إجمالي أرباح “إكس” في الربع الثاني بنسبة 24% مقارنةً بالربع الأول من هذا العام، لكنه ظل مرتفعاً بأكثر من 30% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لأشخاص مطلعين.

كما حققت الشركة أرباحاً تشغيلية قبل الفوائد والضرائب والإهلاك وإطفاء الدين (EBITDA) بلغت نحو 360 مليون دولار من دون أي تعديلات مالية، وهو مستوى أقل قليلاً من بداية العام لكنه أعلى بنسبة 33% عن الربع الثاني من العام الماضي.

شراكة استراتيجية مع “إكس آيه آي”

أضاف الأشخاص أن الشركة وفرت قدراً محدوداً من البيانات لمستثمري القطاع الخاص الراغبين في تقييم وضعها المالي، إذ تضمنت بعض مؤشرات العام الماضي تعديلات معقدة.

بغض النظر عما سيؤول إليه وضع أعمال “إكس”، قد تستفيد شبكة التواصل الاجتماعي من اندماجها مع شركة “إكس آيه آي”، التي جمعت مليارات الدولارات لتمويل تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي “غروك”. وقد تم هذا الاندماج في وقت سابق من العام الجاري.

تمتلك شركة التواصل الاجتماعي حصة قدرها 11% في “إكس آيه آي”، التي حصلت مؤخراً على تمويل ليبلغ تقييمها 200 مليار دولار. وبحسب تقديرات “بلومبرغ”، فإن قيمة حصة “إكس”، التي تجاوزت 6 مليارات دولار قبل جولة التمويل الأخيرة، ربما تضاعفت.

كما تحتفظ “إكس” بسيولة نقدية تقارب مليار دولار في ميزانيتها العمومية، ارتفاعاً من حوالي 244 مليون دولار في نهاية 2024، بحسب الأشخاص. ويُعزى هذا الارتفاع جزئياً إلى جولة التمويل الأخيرة، التي جمعت خلالها استثمارات بقيمة 900 مليون دولار من ماسك ومجموعة من المستثمرين، ما أعاد تقييم “إكس” عند نحو 44 مليار دولار، وهو تقريباً نفس التقييم الذي استحوذ به ماسك على الشركة في عام 2022، بحسب ما ذكرته “بلومبرغ” سابقاً.

كرس ماسك في السنوات الأخيرة اهتماماً كبيراً لشركة “إكس آيه آي”، مع احتدام سباق تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة بين شركات التكنولوجيا الكبرى. وتنفق “إكس آيه آي” بكثافة على البنية التحتية، بما فيها مراكز البيانات والرقائق عالية الأداء، فيما تسجل خسائر شهرية تقدر بمليار دولار، بحسب ما ذكرته “بلومبرغ” سابقاً.

توسع إمبراطورية ماسك

سعى ماسك إلى تعزيز الروابط بين “إكس آيه آي” وبقية شركاته. فقد استثمرت شركته المتخصصة في الصواريخ “سبيس إكس” (SpaceX) في “إكس آيه آي” خلال وقت سابق من هذا العام، كما سيصوت مساهمو “تسلا” في نوفمبر على ما إذا كان ينبغي لشركة صناعة السيارات الاستثمار في “إكس آيه آي”.

كما ساعدت موجة التفاؤل الاستثماري حول ماسك في وقت سابق من العام بنك “مورغان ستانلي”، الذي تولى تمويل صفقة استحواذه على “إكس” عام 2022، على التخلص من القروض التي احتفظ بها لأكثر من عامين. ومع ذلك، ما زال الدين يشكل عبئاً ثقيلاً على عملاقة التواصل الاجتماعي، إذ تُدين “إكس” بنحو 12 مليار دولار للمستثمرين المرتبطين بصفقة الاستحواذ. وتمكنت الشركة من خفض بعض هذه الالتزامات من خلال إعادة تمويل قرض بقيمة 1.23 مليار دولار في وقت سابق هذا العام، لكن أقساط خدمة الدين لا تزال مرتفعة.

نقلاً عن: الشرق بلومبرج

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف