تصريح ناري من سعاد صالح بشأن الجدل المثار حول مسلسل معاوية هيتسبب في فتنه

أعربت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في جامعة الأزهر، عن رفضها التام لفكرة مسلسل معاوية المقرر عرضه في رمضان 2025، والذي يسلط الضوء على فترة ما بعد استشهاد الخليفة عثمان بن عفان وتولي علي بن أبي طالب، والصراع مع معاوية بن أبي سفيان في إطار تأسيس الدولة الأموية.

رفض تجسيد الصحابة والمبشرين بالجنة

وأكدت د. سعاد صالح خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “إحنا لبعض” مع الإعلامية نهال طايل على قناة “صدى البلد”، أن هناك شخصيات من الصحابة لا يجوز تجسيدهم أو تمثيل أدوارهم بأي حال، خاصة العشرة المبشرين بالجنة، قائلة:
“يحرم أن يتشبه أي شخص بهم أو يقوم بتقديم شخصياتهم، أيا كان الممثل أو العمل الفني”.

مسلسل معاوية شخصية جدلية تاريخياً

وأوضحت د. صالح أن شخصية معاوية بن أبي سفيان تاريخياً مثار جدل، مشيرة إلى أنه كان شخصية سياسية اعتمدت في مسيرتها على الحروب والخداع أكثر من السلم، حسب تعبيرها. كما أعادت التذكير بواقعة التحكيم الشهيرة بقيادة أبو موسى الأشعري، والتي اعتبرت أنها كانت سبباً رئيسياً في انقسام المسلمين إلى سنة وشيعة.

وأضافت:
“الشيعة حتى اليوم لم ينسوا ما حدث للإمام الحسين حفيد النبي صلى الله عليه وسلم، وما ترتب عليه من انقسام خطير بين المسلمين، بدءاً من عهد معاوية، لذلك أخشى أن يساهم هذا المسلسل في إحياء الفتنة من جديد”.

دعوة إلى وحدة الصف ورفض إعادة الخلافات

وشددت د. صالح على أن عرض مثل هذه الأعمال في هذا التوقيت يمثل خطراً على وحدة الأمة الإسلامية، مؤكدة أن المرحلة الحالية تستدعي لم الشمل لا إحياء الخلافات القديمة. وتابعت قائلة: “نحن في زمن بحاجة إلى التقارب، ولسنا بحاجة إلى العودة للانقسامات. مثل هذه الأعمال قد تؤجج الصراعات بدلاً من توحيد الصفوف”.

رفض قاطع لتجسيد الصحابة في الأعمال الفنية

واختتمت د. سعاد صالح حديثها برفضها القاطع لتجسيد أي من الصحابة في الدراما، مؤكدة أن مكانتهم كبيرة ولا يجوز لأي ممثل مهما كانت قدراته أن يجسدهم، معتبرة أن ذلك: “يمثل مسخاً لمكانة الصحابي الجليل، ومن باب التقوى والحرص على إخماد الفتن، أرى أنه لا داعي لمثل هذه الأعمال”.