تفاصيل جديدة عن تفجير كنيسة مار إلياس والداخلية السورية تنشر صورة لأحد منفذَي الحادث

مار إلياس , كشفت وزارة الداخلية السورية عن معلومات جديدة تتعلق بالهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة في حي دويلعة بدمشق، وأسفر عن مقتل 25 شخصاً. وأعلن المتحدث باسم الوزارة، نور الدين البابا، أن الانتحاريين اللذين نفذا الهجوم ليسا من الجنسية السورية، بل دخلا البلاد عبر البادية السورية بعد أن غادرا مخيم الهول، مستفيدين من الثغرات الأمنية التي أعقبت عمليات التحرير. وقد تلقيا الدعم من محمد عبد الإله الجميلي، المعروف بلقب “أبو عماد الجميلي” أو “والي الصحراء”، وهو أحد أبرز قادة تنظيم داعش في المنطقة.

وأوضح البابا خلال مؤتمر صحفي أن القوات الأمنية نفذت سلسلة من المداهمات الناجحة التي طالت عدة أوكار تابعة للتنظيم، حيث عُثر فيها على مستودعات للأسلحة والعبوات الناسفة، بعضها كان معداً لتنفيذ هجمات أخرى داخل العاصمة.

إحباط عمليات إضافية واعتقال متورطين في تفجير كنيسة مار إلياس

أشار المتحدث الرسمي إلى أن أحد أفراد الخلية تم تحييده خلال اشتباك مسلح، كما أُلقي القبض على انتحاري آخر كان في طريقه لتنفيذ تفجير في مقام السيدة زينب بريف دمشق، وهو موقع ديني يرتاده المدنيون. كذلك، جرى ضبط دراجة نارية مفخخة كانت مجهزة لاستهداف أحد التجمعات السكانية في العاصمة.

من خلال التحقيقات، تم تحديد هوية الشخص الذي أوصل الانتحاري إلى الكنيسة ما قاد إلى مداهمة موقعه، حيث دارت اشتباكات أسفرت عن مقتل أحد أفراد الخلية واعتقال آخر. كما ساعدت اعترافات الانتحاري المقبوض عليه في الوصول إلى الجميلي، إضافة إلى كشف أربعة أوكار أخرى للتنظيم وضبط كميات إضافية من المتفجرات.

“تنظيم أنصار السنة”: واجهة وهمية

في سياق متصل، نفت وزارة الداخلية صحة بيان تبنّي الهجوم الذي نُشر باسم “تنظيم أنصار السنة”، مؤكدة أن هذا التنظيم غير موجود على أرض الواقع، وهو مجرد واجهة وهمية يستخدمها تنظيم داعش لإخفاء هويته الحقيقية. ووفقاً للوزارة، فإن داعش هو من خطط ونفذ عملية تفجير الكنيسة بالكامل.

كما نشرت الوزارة أول صورة لأحد الانتحاريين، وأكدت أن الانتحاري الثاني كان على وشك تنفيذ هجوم مماثل قبل أن يتم اعتقاله.

موقف الدولة بعد تفجير كنيسة مار إلياس وتعهدات بالرد

في ختام المؤتمر، شددت وزارة الداخلية على التزامها بمواصلة ملاحقة كل من يهدد أمن السوريين، وأكدت أن التحقيقات لا تزال جارية، وسيتم الإعلان عن تفاصيل إضافية لاحقاً. كما جاء في بيانها: “سوريا كانت وستبقى أرضاً للتسامح والسلام، ولن يجد الإرهاب فيها موطئ قدم.”

الرئيس السوري بدوره تعهّد بمحاسبة المسؤولين عن هذا العمل الإرهابي، داعياً إلى الوحدة والتكاتف الوطني لمواجهة التهديدات الأمنية.

ويمثل هذا التفجير أول استهداف لدور العبادة منذ التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد في ديسمبر الماضي ، ما يعكس تحديات أمنية جديدة في مرحلة ما بعد الصراع المفتوح.