تقدم فني وتفاؤل حذر في روما


اختتمت الجولة الثانية من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة الإيطالية روما، حيث أبدى الطرفان تفاؤلاً حذراً بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق دبلوماسي. 

وشهدت المفاوضات التي استمرت ثلاث ساعات مناقشات “بناءة” وفقاً لتصريحات المسؤولين الإيرانيين، مع الاتفاق على الانتقال إلى محادثات فنية على مستوى الخبراء في سلطنة عُمان خلال الأيام المقبلة.

محادثات روما: أجواء بناءة وتقدم ملموس

ترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، بينما قاد الوفد الأمريكي المبعوث الخاص ستيف ويتكوف. 
ووصفت الخارجية الإيرانية أجواء المفاوضات بأنها مهنية ومعقولة وهادئة، مؤكدة أن ما يُنشر عن مضمون المفاوضات مجرد تكهنات، وأن المفاوضات الجارية غير مباشرة.

وأشار الوزير عراقجي إلى أن المحادثات كانت خطوة إلى الأمام، مع التوصل إلى تفاهمات أفضل بشأن عدد من المبادئ والأهداف. 

وأضاف أن المفاوضات ستنتقل إلى المرحلة الفنية، حيث ستُعقد جلسات على مستوى الخبراء في سلطنة عُمان اعتباراً من الأربعاء المقبل، تمهيداً لجولة ثالثة من المحادثات يوم السبت التالي في مسقط.

روما تحتضن الجولة الخامسة من مفاوضات النووي الإيراني: هل تقترب واشنطن وطهران من اتفاق أم من مواجهة؟

في ظل أجواء مشحونة بالتوترات الإقليمية والدولية، انطلقت الجولة الخامسة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووي الإيراني في العاصمة الإيطالية روما، بوساطة سلطنة عمان. 

تأتي هذه المحادثات في وقت حساس، حيث تسعى الأطراف إلى تجاوز الخلافات العميقة والوصول إلى تفاهم يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.

خلافات جوهرية حول تخصيب اليورانيوم

تُعد مسألة تخصيب اليورانيوم من أبرز نقاط الخلاف بين الطرفين. 

فبينما تطالب الولايات المتحدة بوقف إيران لجميع أنشطة التخصيب، تصر طهران على حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية. وقد أشار المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى أن بلاده لا يمكنها السماح حتى بنسبة 1% من قدرة التخصيب، وهو ما ترفضه إيران بشدة، معتبرة أن ذلك يتعارض مع الاتفاق الدولي المبرم عام 2015.

ضغوط اقتصادية وعقوبات متزايدة

تواجه إيران ضغوطًا اقتصادية متزايدة نتيجة العقوبات الأميركية، التي أعيد فرضها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في عام 2018. 

وقد أدت هذه العقوبات إلى تدهور الاقتصاد الإيراني، مع ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة العملة الوطنية. 

وتسعى طهران من خلال هذه المفاوضات إلى رفع العقوبات واستعادة علاقاتها الاقتصادية مع العالم.

مخاوف أوروبية وتحذيرات إسرائيلية

أعربت الدول الأوروبية عن قلقها من تقدم البرنامج النووي الإيراني، محذرة من أن استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% يقترب من العتبة اللازمة لصنع سلاح نووي. 

من جانبها، حذرت إسرائيل من أنها قد تتخذ إجراءات أحادية لوقف البرنامج النووي الإيراني، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.

هل تثمر المفاوضات عن اتفاق أم تصعيد؟

مع استمرار الخلافات الجوهرية بين الولايات المتحدة وإيران، يبقى التساؤل قائمًا: هل ستنجح الجولة الخامسة من المفاوضات في روما في تقريب وجهات النظر والوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، أم أن الفشل في التوصل إلى تفاهم سيقود المنطقة إلى مزيد من التصعيد والتوتر؟


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *