تقلبات النفط العالمية.. الأسعار تهبط بفعل مخاوف إنتاج أوبك+ وتراجع الوظائف الأمريكية

في عالم تتلاطم فيه الأمواج الاقتصادية كما أمواج البحر، جاءت أسعار النفط لتشهد هزة جديدة على وقع قرارات الإنتاج وترنّح مؤشرات التوظيف، وبين شد وجذب على مسرح التجارة العالمية، يتراجع الذهب الأسود ليكشف عن قصة من التوترات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية العميقة.

احتمال رفع إنتاج “أوبك+”

شهدت أسواق الطاقة العالمية يوم الجمعة موجة هبوط لأسعار النفط تجاوزت الدولارين للبرميل، وسط قلق متزايد بشأن احتمال رفع إنتاج “أوبك+”، التحالف الذي يضم منظمة الدول المصدرة للبترول وشركاءها من خارجها.

هذه المخاوف تزامنت مع تقرير أمريكي مخيب للآمال حول سوق العمل، مما زاد من شكوك المستثمرين حيال مستقبل الطلب العالمي على الطاقة.

تراجع عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.93 دولار

في ختام تعاملات الأسبوع، هبطت عقود خام برنت القياسية بواقع 2.03 دولار، أي بنسبة 2.83%، لتستقر عند 69.67 دولارًا للبرميل، كما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.93 دولار، بنسبة 2.79%، لتغلق عند 67.33 دولارًا للبرميل.

ورغم التراجع الأخير، إلا أن الأسبوع انتهى بمكاسب إجمالية لخام برنت بلغت نحو 6%، بينما حقق خام غرب تكساس مكاسب أسبوعية قدرها 6.29%، في ظل تقلبات حادة تعكس هشاشة التوازن بين العرض والطلب في الأسواق.

على صعيد آخر، كشفت وزارة العمل الأمريكية عن إضافة 73 ألف وظيفة فقط خلال شهر يوليو، وهو رقم أقل بكثير من توقعات الاقتصاديين، مما أدى إلى ارتفاع معدل البطالة من 4.1% إلى 4.2%. هذه البيانات أثارت المزيد من المخاوف بشأن وتيرة النمو في أكبر اقتصاد في العالم.

فشل التوصل إلى اتفاقات تجارية ضمن المهلة المحددة

وفي خطوة تزيد من تعقيد المشهد العالمي، وقع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا جديدًا بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% و41% على واردات قادمة من عشرات الدول، من بينها كندا والهند وتايوان، بعد فشل التوصل إلى اتفاقات تجارية ضمن المهلة المحددة، والنفط بات اليوم أكثر من مجرد سلعة.. إنه مرآة لقلق عالمي ممتد من أسواق العمل إلى تحالفات الإنتاج والتجارة الدولية.