تعتبر عملية دمج الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصول الدراسية خطوة مهمة نحو تحقيق تعليم شامل ومساواة في الفرص التعليمية.
ويعتمد نجاح هذه العملية بشكل كبير على كفاءة المعلمين وقدرتهم على التعامل مع التنوع داخل الصفوف، ومن هنا نبرز أهمية تدريب المعلمين على طرق التعامل مع طلاب الدمج، حيث علق الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، في تصريحات لـ“كشكول”، على أن فكرة الدمج فكرة جيدة في أساسها إذا طبقت بصورة صحيحة وذلك لأن التعليم هو إعداد للحياة وبعد تخرج الطلاب جميعا من النظام التعليمي.
وأضاف أن بلا شك سيقابلون بعضهم بعضا في الحياة حيث سيقابل الطالب الخريج العادي في العمل زميلا من ذوي الهمم أو ممن لديهم أي جوانب تستدعي معاملة خاصة وعلى النظام التعليمي أن يحسن إعدادهم لهذه المواقف.
وأكد على لكي يؤتي الدمج ثماره الإيجابية ولا تكون نتائجه سلبية على الطلاب لابد من الإعداد الجيد له ومن الخطوات المهمة لهذا الإعداد بالطبع تدريب المعلمين، وهذا التدريب ينبغي أن يكون شاملا لكافة الجوانب ذات الصلة بتعليم الطلاب في فصول مدمجة حيث يجب أن يتضمن تدريب المعلمين على تفريد التعليم وتقديم تعليم متمايز بمعنى أن يستطيع المعلم تقديم المعلومة بأشكال وصور ومستويات متعددة تناسب مستويات الطلاب العاديين والمدمجين.
وأوضح أن تدريب المعلم على كيفية تقديم تعليم تعاوني لتحقيق أهداف الدمج وأن يتعرف ويتدرب على استراتيجيات التعليم التعاوني ويسبق هذا كله أن يكون المعلم على علم بالخصائص النفسية والجسدية والمعرفية لكل فئة من الفئات الخاصة التي تعامل بنظام الدمج وكيفية التعامل معها والنهوض بقدراتها كما يجب أن تتضمن التدريبات طرق تحفيز هذه الفئات وطرق التغلب على المشكلات التي تنشأ نتيجة للتفاعل بين العاديين والمدمجين وكيفية توفير بيئة تعليمية آمنة تربويا ونفسيا.
بثينة: يحتاجون إلى أساليب تعليمية متخصصة
بينما علقت بثينة رمضان، الخبيرة التربوية، على أهمية تدريب المعلمين على طلاب الدمج، ودور وزارة التربية والتعليم في اختيار المعلمين المخصصين لحالات طلاب الدمج، لأن طلاب الدمج يحتاجون إلى أساليب تعليمية متخصصة تراعي احتياجاتهم الفردية وتساعدهم على تحقيق التقدم في المجتمع.
وأكدت في تصريحاتها لموقع “كشكول”، على أن معظم المشاكل التي يواجهها الطلاب بتكون بسبب قلة خبرة المعلمين عن كيفية التعامل مع هؤلاء الطلاب، لذلك يجب ان تكث الوزارة جهودها بشكل أكبر ومكثف، وأن التعامل مع طلاب الدمج لا يجب أن يُنظر إليه كخيار، بل كضرورة ملحة لتحقيق تعليم عادل وشامل، يضمن لكل طالب فرصة حقيقية في التعلم والتطور.
وأوضحت، أن هناك طرق عديدة لتطوير هذه البرامج لتكون أكثر شمولًا وتخصصًا، بحيث تتضمن تدريبات عملية وحالات دراسية واقعية، كما دعت إلى تكثيف الورش التفاعلية التي تساعد المعلمين على تطبيق ما تعلموه بشكل فعال داخل الفصول الدراسية.
التأهيل الحقيقي مفتاح نجاح طلاب الدمج وصعوبات التعلم
قالت رودي نبيل مؤسِّس جروب “معًا لغد مشرق التعليمي” وأدمن “حوار مجتمعي تربوي”، ومشرف “معًا نطور تعليمنا” واتحاد أولياء الأمور الرسمي لغات، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، في فصولنا الدراسية، يجلس العديد من الطلاب الذين يبدون عاديين تمامًا في نظر المعلم غير المتخصص، ولكنهم يواجهون صعوبات خفية تمنعهم من تحقيق التحصيل الدراسي المتوقع.
واضافت، يفتقر بعض المعلمون إلى المعرفة الكافية حول صعوبات التعلم، ويبدأ مسلسل التذمر والشكوى، حيث يرون أن الطالب “لا يستجيب”، أو “لا يبذل مجهودًا”، مما يدفع بعضهم إلى التعامل معه بقسوة قد تصل إلى العقاب اللفظي أو النفسي، مما ينعكس بشكل مدمر على نفسية الطفل وثقته بنفسه.
وكذا أن بعض الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم قد يصبحون عرضة للتنمر من قبل زملائهم، خصوصًا إذا كان أداؤهم أقل من المتوسط أو إذا أظهروا بطئًا في فهم الدروس وهنا، يصبح دور المعلم أكثر أهمية، ليس فقط في التدريس، بل في خلق بيئة آمنة ومحفزة تساعد الطالب على مواجهة تحدياته بثقة.
وأكدت على أن تدريب المعلمين على التعامل مع طلاب الدمج وصعوبات التعلم يجب أن يكون عملية مستمرة ومتجددة، وليس مجرد دورات سطحية تُقدم من أجل الحصول على شهادة، فالمعلم يحتاج إلى فهم شامل لطرق الاكتشاف المبكر لصعوبات التعلم، وآليات التدخل المناسبة، وكيفية تعديل المناهج واستراتيجيات التدريس لتناسب احتياجات كل طالب.
وأوضحت أن لا يمكن أن ننتظر تحسن أداء طلاب الدمج وصعوبات التعلم دون أن نُؤهل معلميهم بالشكل الصحيح، فالتعليم ليس مجرد نقل للمعلومات، بل هو عملية إنسانية بالدرجة الأولى، تتطلب من المعلم أن يكون قادرًا على فهم طلابه، ودعمهم، وتقديم التعليم لهم بطريقة تناسب احتياجاتهم.
نقلاً عن : كشكول
لا تعليق