تل أبيب تضرب وتركيا تحذّر.. دمشق تحت النار وسط تحذيرات من نسف جهود الاستقرار السوري


في تصعيد غير مسبوق، توالت الضربات الجوية الإسرائيلية على العاصمة السورية دمشق ومحافظات جنوبية أخرى، ما أدى إلى سقوط جرحى ودمار واسع في منشآت عسكرية حساسة، بينها مقر رئاسة الأركان ومواقع قرب القصر الرئاسي.
وبينما أعلنت وزارة الصحة السورية ارتفاع عدد الإصابات إلى 13 في حصيلة أولية، أدانت تركيا بشدة الهجمات، ووصفتها بأنها عمل تخريبي يستهدف جهود سوريا لتحقيق الأمن والاستقرار. 
ومع احتدام المواجهة، حذّرت أنقرة من تقويض المساعي السياسية لتهدئة الأوضاع في دمشق، داعية جميع الأطراف إلى دعم جهود الحكومة السورية لاستعادة الهدوء.

تركيا تدين وتحمّل إسرائيل مسؤولية التصعيد في دمشق

وصفت وزارة الخارجية التركية الغارات الإسرائيلية على دمشق بأنها محاولات تخريب متعمّدة تهدف إلى تقويض جهود الدولة السورية في إرساء الأمن والاستقرار.
وفي بيان رسمي، أكدت الخارجية التركية أن الهجمات الإسرائيلية على دمشق لا يمكن اعتبارها سوى محاولة خطيرة لتقويض المسار السياسي وإجهاض المساعي السلمية التي تبذلها الحكومة السورية، مطالبة جميع الأطراف المعنية بتحمّل مسؤولياتها والمساهمة في جهود الإدارة السورية لإعادة الاستقرار.

إسرائيل: نحمي الدروز ونستعد للتصعيد

في المقابل، أقرّ الجيش الإسرائيلي بشن ضربات متتالية استهدفت مقر هيئة الأركان السورية وهدفًا عسكريًا في محيط القصر الرئاسي بدمشق، مؤكدًا أن العمليات العسكرية تأتي “بناءً على توجيهات المستوى السياسي لحماية الدروز”.
وأشار المتحدث باسم الجيش إلى أن إسرائيل نفذت خلال الليلة الماضية ما لا يقل عن 160 غارة استهدفت مواقع تابعة للنظام السوري، معظمها في منطقة السويداء ودرعا، مؤكدًا استعداد القوات الإسرائيلية لـ”سيناريوهات متعددة” تشمل توسيع نطاق العمليات.

الحدود تُشتعل.. الشرطة الإسرائيلية داخل الأراضي السورية

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قوات من الشرطة الإسرائيلية دخلت الأراضي السورية مؤخرًا لإعادة دروز عبروا الحدود، في خطوة أثارت انتقادات حادة من دمشق، واعتبرتها “انتهاكًا مباشرًا للسيادة السورية”.
وفي السياق ذاته، حذّر الجيش الإسرائيلي من أن اجتياز السياج الحدودي إلى سوريا دون تنسيق يعرض حياة الدروز وقواتنا للخطر ويجب أن يتوقف فورًا، مؤكدًا الالتزام بتحالف وثيق مع أبناء الطائفة الدرزية.

غارات متواصلة وإعادة انتشار عسكري إسرائيلي

بحسب هيئة البث الإسرائيلية، أوعز رئيس الأركان الإسرائيلي بنقل عدد من القوات من جبهة غزة إلى هضبة الجولان استعدادًا لتوسيع العمليات داخل الأراضي السورية. 
كما أمر بتحويل عدد كبير من الطائرات نحو الجبهة السورية، تحسبًا لأي تطورات طارئة.
وفي تصريح لافت، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ هجوم تحذيري قرب القصر الرئاسي بدمشق بالتزامن مع ضرب مقر هيئة الأركان، مشيرة إلى أن رسائل الردع الإسرائيلية واضحة ومباشرة.

في ظل تواصل التصعيد العسكري، وغياب ردود سورية رسمية موسّعة، تبدو الأوضاع في سوريا مقبلة على مرحلة أكثر اضطرابًا. 
وبينما تؤكد تركيا دعمها لاستقرار دمشق وتدين التدخلات الخارجية، تصرّ تل أبيب على تنفيذ عملياتها “لحماية مصالحها وأمن حدودها”. فهل تنجح الجهود الإقليمية في احتواء الموقف، أم تتدحرج الأزمة إلى صراع إقليمي مفتوح؟


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *