تيك توك يُشعل نقاشًا: هل نترك الآخرين يخطئون أم نصححهم؟

تيك توك يُشعل نقاشًا: هل نترك الآخرين يخطئون أم نصححهم؟

انتشر مؤخرًا مقطع فيديو على  تيك توك حقق أكثر من 11 مليون مشاهدة، يروّج لرسالة بسيطة لكنها مؤثرة: “دع الناس على طبيعتهم”. سواء أكان أحدهم يخطئ في نطق كلمة، أو يتحدث مطولًا عن برنامجه المفضل، أو يفرط في الحماس لهواية غريبة، فإن الفيديو يدعو إلى اللطف والقبول، حتى لو لم تفهم وجهة نظرهم.

 

 

وبهذا الخصوص، توضح الدكتورة ريجين جالانتي، أخصائية علم النفس  لموقع “يو اس ايه توداي”، أن “السماح للناس بالتألق يعني الاستماع الفعّال واتخاذ موقف دون إطلاق الأحكام”، مشيرة إلى أن التقدير النفسي؛ أي الاعتراف بمشاعر أو اهتمامات الآخرين، يمكن أن يعزز احترام الذات، وينظم العواطف، ويقوي العلاقات. وهذا لا يعني بالضرورة أن توافقهم الرأي، ولكن إظهار التعاطف والاحترام له تأثير كبير.

“أخطاء النطق”

الأمر يصبح أكثر تعقيدًا عند الحديث عن الأخطاء في النطق، إذ يرى الدكتور كيفن تشابمان أن كثيرًا من الأخطاء تعود لأسباب ثقافية أو جهل بريء، لا إلى تقصير. وفي حالات كثيرة، يُفضل تجاهل الخطأ، خصوصًا عبر الإنترنت، بدلاً من الإصرار على التصحيح.

مع ذلك، يؤكد براد فلتون، أستاذ مساعد في جامعة إنديانا، أن السياق والدافع مهمان. إذا كان التصحيح سيمنع إحراجًا لاحقًا، كأن يخطئ أحدهم في اسم مديره، فقد يكون من المفيد التدخل. لكنه يحذر من أن البعض يصححون الآخرين فقط لإثبات تفوقهم. ويقترح أن نسأل أنفسنا: هل يخدم هذا التصحيح مصلحة الطرف الآخر أم فقط رغبتي في أن أكون على حق؟

وإذا قررت التصحيح، افعل ذلك بلطف وبشكل خاص. وتحذر الدكتورة جالانتي من أن التوبيخ العلني يمكن أن يكون مؤذيًا أكثر مما نتخيل. ويضيف تشيس كاسين، أخصائي العلاج الاجتماعي، أن “اختيار التعاطف بدلاً من التعالي يُظهر ذكاءً عاطفيًا واحترامًا عميقًا لإنسانية الآخرين”.

في النهاية، سواء كانت اهتمامات الآخرين مملة بنظرك أم نطقهم للكلمات يزعجك، اختر الرحمة في ردودك. فالسماح للناس بالتعبير عن أنفسهم بحرية، حتى لو لم تشاركهم حماسهم، هو ما يصنع عالمًا ألطف وأكثر تواصلًا.
 
 
 
 
 
 
 

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف