“ثأر” محمد صلاح.. هل “افترى” لاعبو ريال مدريد على لامين يامال؟

“ثأر” محمد صلاح.. هل “افترى” لاعبو ريال مدريد على لامين يامال؟

لم تنتهِ مباراة الكلاسيكو الأخيرة، التي حسمها ريال مدريد لصالحه بنتيجة 2-1، بصافرة الحكم، بل امتدت إلى مشادة ساخنة أصبحت هي الحدث الأبرز، بطلها لم يكن لاعباً سجل هدفاً، بل كان شاباً بعمر 18 عاماً هو لامين يامال، الذي وجد نفسه مُحاطاً بثلاثة من كبار لاعبي “الميرنغي”.

المشهد الذي وثقته الكاميرات أظهر داني كارفخال، تيبو كورتوا، وفينيسيوس جونيور وهم يتوجهون مباشرة إلى يامال عقب الصافرة. 

كارفخال، قائد ريال مدريد، كان واضحاً حين أشار ليامال بإيماءة تعني “لقد تكلمت كثيراً”، بينما انضم إليه فينيسيوس وكورتوا بعبارات هجومية مثل “تكلم الآن”، فينيسيوس بدا غاضباً بشكل خاص، حتى أن أفراد الأمن اضطروا لإبعاده عن نجم برشلونة الشاب وهو في طريقه إلى النفق.

هذا الهجوم الجماعي من لاعبين مخضرمين ضد لاعب شاب طرح سؤالاً جوهرياً يتجاوز نتيجة المباراة: هل كان هذا “تأديباً” مستحقاً لشاب تجاوز حدوده، أم “افتراءً” ومبالغة لا تليق بنجوم في حجمهم؟

 

 

ما الذي أشعل غضب مدريد؟

لم يكن يامال بريئاً، قبل المباراة بأيام؛ إذ استخدم اللاعب الشاب كلماته كـ”وقود” استفز به غرفة ملابس ريال مدريد بأكملها. خلال لقاء إعلامي في “دوري الملوك”، اتهم يامال ريال مدريد بـ”السرقة والشكوى” في إشارة إلى التحكيم، ولم يتوقف عند هذا الحد، بل نشر صورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من فوز برشلونة 4-0 الموسم الماضي في البرنابيو، مستهزئاً بجمهور مدريد.

كلماته لم تمر مرور الكرام، حتى زميله رافينيا اعترف لاحقاً بأن يامال كان “مذنباً بكونه شاباً وغير ناضج”، وأن كلماته منحت ريال مدريد “حافزاً إضافياً”.

الرد في الملعب.. أم خارجه؟

نجح ريال مدريد في الرد داخل الملعب، وحقق فوزاً ثميناً، لكن بالنسبة لكارفخال وفينيسيوس، لم يكن هذا كافياً. هنا يبرز الفارق في التعامل مع الاستفزازات، وتحديداً عند استدعاء نموذج “ثأر” محمد صلاح.

قبل نهائي دوري أبطال أوروبا 2022، أطلق صلاح تصريحه الشهير بأنه يمتلك “ثأراً” لتسويته مع ريال مدريد، كان تصريحاً قوياً ومستفزاً لا يقل عن تصريحات يامال، وعندما فاز الفريق الملكي باللقب، لم نشهد مطاردة جماعية من لاعبي مدريد لصلاح في الملعب، ولم يحاولوا إذلاله علناً. كان الرد في الملعب كافياً، وهو ما أكده أوريلين تشواميني نفسه بعد الكلاسيكو الأخير بقوله: “المباراة تُلعب على أرض الملعب وقد فزنا”.

الدرس الذي تلقاه صلاح كان قاسياً، لكنه كان احترافياً. الدرس الذي تلقاه يامال، بهجوم منسق من ثلاثة لاعبين كبار، بدا شخصياً وانتقامياً.

 

 

حجة “الطفل” ومنطق النضج

يدافع الكثيرون عن يامال، ليس بالضرورة عن أقواله، ولكن ضد رد الفعل المبالغ فيه تجاهه، فرينكي دي يونغ، زميل يامال، انتقد كارفخال علناً، مشيراً إلى أن كونهما زميلين في المنتخب الإسباني، كان الأجدر به أن يأخذ يامال جانباً ويتحدث معه بشكل خاص. جيرارد بيكيه أيضاً دافع عنه، معتبراً أن لاعبي مدريد يهاجمونه لأنهم “يتمنون وجود لاعب مثله في فريقهم” وأنه لا يزال يكتسب الخبرة.

هذا المنطق يذكرنا بما يفعله النجوم الكبار “الناضجون”، كما أشار البعض، فإن لاعباً مثل كريستيانو رونالدو، في مواقف مشابهة، قد يتعرض لاستفزاز من لاعب شاب متعجرف، فيرد عليه في الملعب، وبعد المباراة قد يثني عليه كـ “لاعب جيد”، مدركاً فارق العمر والنضج، وقد حدث هذا بالضبط مع يامال.

ختاما، لا جدال أن لامين يامال أخطأ وكان “غير ناضج”، وتلقى رداً قاسياً داخل الملعب، لكن المشهد الذي صنعه كبار لاعبي ريال مدريد بعد الصافرة، بتحويل النصر الرياضي إلى تصفية حسابات علنية مع شاب يبلغ 18 عاماً، حوّل “تأديب” اللاعب إلى “مبالغة” غير ضرورية؛ وهو ما جعل الفريق المنتصر يبدو في مظهر “المفتري” لا المنتصر.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف