ثروات العملات المشفرة تغيّر وجه السفر الفاخر عالميًا.. من البيتكوين إلى الطائرات الخاصة


يشهد العالم اليوم تحولًا كبيرًا في خريطة السفر الفاخر، تقوده ثروات العملات المشفرة وعلى رأسها البيتكوين، التي تجاوزت مؤخرًا حاجز 124 ألف دولار أمريكي. لم يعد السفر الفاخر حكرًا على رجال الأعمال التقليديين أو أصحاب الشركات الكبرى، بل دخل ساحة الفخامة جيل جديد من رواد الأعمال الرقميين، من الشباب الذين جمعوا ثروات ضخمة عبر استثمارات العملات الرقمية، لينقلوا هذه الثورة إلى قطاع السفر حول العالم.

الطائرات الخاصة تقبل العملات الرقمية

بدأت شركات تشغيل الطائرات الخاصة مثل FXAIR، المملوكة لمجموعة Flexjet، بقبول البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى كوسيلة للدفع، وذلك استجابةً للطلب المتزايد من عملاء جدد، معظمهم من الشباب الأثرياء الذين استفادوا من طفرة أسعار العملات الرقمية.

ووفقًا لرئيس مجلس إدارة Flexjet، كين ريتشي، فإن “الطلب الهائل من العملاء الشباب الذين يفضلون السفر لمسافات طويلة في طائرات أكبر هو ما دفعنا إلى هذه الخطوة”. وأوضح أن هؤلاء المسافرين “يقدّرون الوقت أكثر من أي شيء، ويبحثون عن تجارب سفر شخصية توفر لهم أعلى درجات الكفاءة والخصوصية”.

على سبيل المثال، تتقاضى FXAIR حوالي 80 ألف دولار أمريكي للرحلة من مطار فارنبورو بلندن إلى مدينة نيويورك — ويمكن دفع هذا المبلغ الآن باستخدام العملات المشفرة.

ترامب والعملات المشفرة

لم تكن طفرة البيتكوين وليدة السوق وحدها، بل جاءت مدعومة بسلسلة من القرارات السياسية المهمة. فقد أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعمه القوي لقطاع العملات الرقمية، وتعهّد بجعل الولايات المتحدة “عاصمة العملات المشفرة” عالميًا، وهو ما أدى إلى تحركات تشريعية وتنظيمية غير مسبوقة، شملت دعم شركات مثل كوين بيس وسيركل، وارتفاعات قياسية في أسهمها.

هذا المناخ الإيجابي شجع المزيد من المستثمرين والمستهلكين على استخدام العملات المشفرة ليس فقط في التداول، بل في الإنفاق على نمط حياة فاخر وغير تقليدي.

من الطائرات إلى اليخوت

السفر الفاخر لم يتوقف عند الطائرات الخاصة؛ فقد بدأت كبرى شركات الرحلات البحرية واليخوت في استقبال المدفوعات بالبيتكوين:

Virgin Voyages باتت تسمح بشراء بطاقة السفر السنوية والتي تبلغ قيمتها 120 ألف دولار، من خلال العملات المشفرة.

نادي SeaDream لليخوت، المعروف بخدمته الفاخرة التي تبلغ نسبة الطاقم فيه ضيفًا لكل فرد، بدأ أيضًا في قبول البيتكوين بعد إعادة انتخاب ترامب.

وقال مصدر مقرب من إحدى شركات اليخوت: “بالنسبة للأثرياء الجدد، الرفاهية لا تعني فقط المظاهر البراقة، بل تتعلق بحرية الاختيار. وإن كان العميل يفضل الدفع بعملة مشفرة، فنحن نُرحب بذلك”.

فنادق بوتيكية تنضم إلى الثورة الرقمية

لم تعد الفنادق التقليدية وحدها التي تقدم خدمات فاخرة، بل دخلت سلاسل الفنادق البوتيكية على خط التحول الرقمي، حيث بدأت فنادق مثل:

Kessler Group الأمريكية

Pavilions Hotels & Resorts التي تتخذ من هونغ كونغ مقرًا لها

بقبول عملات مثل الإيثريوم، اللايتكوين، والدوجكوين، في خطوة تعكس مدى التوسع في اعتماد العملات المشفرة كوسيلة للدفع ضمن قطاع الضيافة.

جيل رقمي ينفق بلا حدود

بحسب تحليل لمجموعة ماكينزي، أنفق المسافرون الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عامًا حوالي 28 مليار دولار على السفر الفاخر في عام 2023، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 54 مليار دولار بحلول عام 2028.

ويقول بول تشارلز، الرئيس التنفيذي لوكالة BC Agency المتخصصة في استشارات السفر الفاخر، إن “جيل الأثرياء الجدد لا يبحث عن الكافيار أو الشمبانيا فحسب، بل يريد تجربة سفر سريعة، مريحة، وشخصية، تتيح له إنجاز المهام والعودة إلى عائلته في نفس اليوم”.

الرفاهية تعني الوقت

يشدد العديد من الخبراء على أن الثروة الجديدة لا تُقاس فقط بالمبلغ المالي، بل بالقدرة على إدارة الوقت بفعالية. ففي حديثه عن التحول في سلوك المسافرين، أوضح نيك فازيولي، رئيس قسم الطيران التجاري في بنك جيفريز الاستثماري، أن هؤلاء الأثرياء يمتلكون كل شيء “ما عدا الوقت”.

وقال: “المسافرون الجدد يزورون ثلاث مدن في يوم واحد، ثم يعودون مساءً لعائلاتهم. بعد تجربة السفر الخاص، لا يمكنهم العودة إلى الخيارات التقليدية”.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف