في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣، شهدت مصر لحظةً فاصلةً في تاريخها المعاصر، حين خرج الملايين من أبنائها في مشهدٍ جسّد الإرادة الشعبية الخالصة لاستعادة الدولة من براثن مشروع ظلامي هدد هويتها الوطنية وكيانها، لتعيد مصر إلى مسارها التاريخي كدولة مركزية في المنطقة.
على مدار 12 عاما قاد الرئيس عبدالفتاح السيسي مسيرة تحول غير مسبوقة، حوّلت التحديات إلى فرص، والأزمات إلى حلول، لتصبح مصر نموذجا للصمود والبناء في محيط إقليمي مضطرب.
الاستقرار السياسي والأمني
واجهت مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو تهديدات وجودية تمثلت في محاولات تفكيك مؤسسات الدولة، واستهداف الأمن القومي عبر شبكات إرهابية مدعومة إقليمياً.
و بقيادة الرئيس السيسي، تم تطهير سيناء من الإرهاب في عمليات عسكرية معقدة كشفت عن حرفية الجيش المصري وتضحياته، في وقت أعيد فيه بناء الشرطة المدنية وتحديث أجهزة الأمن لتكون قادرةً على مواجهة التحديات الحديثة، مما أعاد الأمان إلى الشارع المصري بعد سنواتٍ من الفوضى.
و على الصعيد السياسي، شهدت مصر استقراراً مؤسسياً عبر إقرار دستور ٢٠١٤ الذي كرّس مبادئ المواطنة والعدالة الاجتماعية، وفتح الباب أمام تمثيل أوسع للشباب والمرأة في البرلمان والحكومات المحلية. تتويجاً للعقد الوطني الجديد بين الدولة والمواطن، الذي تجسد في المشاريع التنموية العملاقة .
الثورة الاقتصادية
ورثت مصر بعد ٢٠١٣ اقتصاداً منهكا، يتمثل في احتياطي نقد أجنبي ينخفض إلى ١٥ مليار دولار، وعجز متصاعدٌ في الموازنة، وبنية تحتية متداعية.
وبجرأة القائد عبد الفتاح السيسي انطلقت حزمة إصلاحات هيكلية شاملة بدأت بتحرير سعر الصرف عام ٢٠١٦، وترشيد دعم الطاقة، وإطلاق قانون ضريبة القيمة المضافة، و هذه الإجراءات الصعبة، رغم ثقلها على المواطن، أنقذت الاقتصاد من الانهيار ومهدت الطريق لجذب استثماراتٍ أجنبيةٍ قياسيةٍ بلغت ١١ مليار دولار سنوياً في قطاعات الطاقة والصناعة .
حققت الثورة طفرة غير مسبوقة في المشروعات القومية تمثلت في:
-شبكة الطرق والكباري: إنشاء ٧٠٠٠ كيلومتر من الطرق الحديثة، مثل محور روض الفرج، وكوبري الهملة، ومشروع المحور العالمي للمواصلات، الذي اختصر زمن الرحلات بين المحافظات بنسبة ٥٠٪، ودعم حركة التجارة البينية.
– الطاقة المتجددة: محطة بنبان للطاقة الشمسية – الأكبر من نوعها في العالم – ساهمت في تحقيق فائضٍ كهربائيٍ يسمح بالتصدير، بينما حوّلت مصر نفسها إلى مركزٍ إقليميٍ للطاقة النظيفة عبر مشاريع الربط الكهربائي مع أوروبا.
– المدن الجديدة: العاصمة الإدارية – التي تقام على مساحةٍ تعادل سنغافورة – لم تكن مجرد حل لمشكلة الزحام، بل نموذجاً للمدينة الذكية المستدامة، تضمّ الحكومة الرقمية والقطب المالي الدولي .
هذه المشاريع وغيرها دفعت الناتج المحلي الإجمالي من ٢٨٨ مليار دولار عام ٢٠١٣ إلى ٣٩٦ مليار دولار عام ٢٠٢٣، رغم الصدمات العالمية مثل جائحة كوفيد والحرب الأوكرانية .
الحفاظ على الهوية المصرية
كشفت فترة حكم الإخوان عن محاولات ممنهجة لطمس الهوية المصرية متعددة الأبعاد مثل إغلاق قاعات الفنون، وتشويه رموز الثقافة مثل طه حسين ونجيب محفوظ، وحتى تدمير الآثار كحرق المجمع العلمي.
وبعد ٣٠ يونيو، أعيد الاعتبار للنسيج الحضاري المصري عبر سياسات ثقافية طموحة تمثلت في ترميم المواقع الأثرية في القاهرة التاريخية والأقصر، وتدشين المتحف المصري الكبير – الأعظم عالمياً لآثار حضارة واحدة – وإحياء الصناعة السينمائية عبر مدينة الإنتاج الإعلامي. كما شهدت المناهج التعليمية إصلاحاً جذرياً لتعكس تاريخ مصر من الفراعنة إلى الإسلام، مع التركيز على قيم التسامح والوسطية التي جسدها الأزهر والكنيسة في تحالف وطني تاريخي .
مصر.. مهندس الاستقرار الإقليمي
في محيطٍ يشهد حروباً في غزة والسودان وليبيا، نجحت الدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس السيسي في تحقيق معادلات صعبة، ففي أزمة غزة، كانت مصر حجر الزاوية في جهود التهدئة وإدارة المعابر الإنسانية، رافضة أي توطينٍ للاجئين. وعلى الصعيد الأفريقي، أعيد بناء العلاقات عبر مشروعات الربط الكهربائي ومبادرة “ساعد أخاك” لدعم دول حوض النيل، أما عالمياً، فاستضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27 في شرم الشيخ ٢٠٢٢، وإطلاق “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان”، قدما صورةً لمصر كدولة قادرة على الجمع بين التنمية وحوكمة القضايا العالمية .
عدالة اجتماعية.. مشروعات “حياة كريمة”
يعد مشروع “حياة كريمة” – الأضخم عالميا في التطوير الريفي – حوّل حياة ٦٠ مليون مواطنٍ عبر بناء شبكات صرف صحي، ومستوصفات طبية، ومراكز شبابٍ، وتأهيل قرى بأكملها في ١٥٠٠ قرية عبر الجمهورية.
إلى جانب ذلك، ضاعفت الدولة برامج الحماية الاجتماعية، فارتفع عدد مستفيدي “تكافل وكرامة” من ١.٧ مليون أسرةٍ عام ٢٠١٥ إلى ٥.٢ مليون أسرة عام ٢٠٢٤، لترتقي مؤشرات التنمية البشرية، وتنخفض نسبة الفقر لأول مرة منذ عقود من ٣٢.٥٪ إلى ٢٩.٧٪ عام ٢٠٢٣، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
نقلاً عن : تحيا مصر
- اعتماد نتيجة اختبارات مدارس التمريض في سوهاج.. وقرار بتكريم الأوائل - 30 يونيو، 2025
- قرار العفو الرئاسي بمناسبة 30 يونيو يعكس روح العدالة الإنسانية التي ترعاها الدولة المصرية - 30 يونيو، 2025
- جامعة حلوان تكشف خطتها للنادي وخريطة الألعاب - 30 يونيو، 2025
لا تعليق