
مكحلة قديمة تحكي تاريخا حميما من أدوات الزينة النسائية في حقب سابقة، نافورة تتفجر بالمياه وكأنها على وشك أن تبلغ عنان السماء في مشهد فريد، شرفات خشبية تعكس نمطا معماريا يجمع بين العذوبة والخصوصية، شواطىء ومياه وبشر في عناق رهيف يجمع بين الطبيعة والإنسان.

هذه بعض مشاهد وتفاصيل النسخة الثالثة من المعرض الفني الجماعي “جدة بريشتنا” الذي يقام حاليا بمركز “أدهم للفنون” بمدينة جدة السعودية والذي يشهد مشاركة فعالة لـ 35 فنانا وفنانة سعودية يتنافسون في رسم ملامح العراقة والأصالة والتراث التي تشكل جوهر وروح المدينة الملقبة بـ”عروس البحر الأحمر”.
وفي مواجهة حضورها الإعلامي والفني المتوهج مؤخرا كعنوان للحداثة والترفيه، تسعى اللوحات المرسومة، بمختلف الخامات ووفق مدارس فنية متنوعة، إلى رصد ماضي وتاريخ مدينة جدة تأكيدا على أنه لا يوجد حاضر أو مستقبل بدون ماض أو جذور.

بعض التشكيليين اختاروا طريقا آخر غير اللوحة والريشة وهو المجسمات التي تحاكي “جدة التاريخية” والتي صُممت برهافة حتى بدا أنها قصيدة شعرية عن الشجن والحنين، فيما جاءت الأزياء الحجازية القديمة في عدد من الأعمال وكأنها شاهد عيان على أسلوب حياة نسائي يجمع بين الأناقة والاحتشام.
وبالإضافة إلى وظيفته الجمالية، يحمل المعرض وظيفة توثيقية حيث يرصد أبرز معالم المدينة مثل “دوار النورس” الذي يعد من أكبر التماثيل التجريدية في العالم بارتفاع 55 متر وتم تصميمه في ثمانينات القرن الماضي على يد الفنان المصري مصطفى سنبل، وكذلك “نافورة الملك فهد” المسجلة بموسوعة “غينيس” باعتبارها أعلى نافورة من نوعها في العالم
نقلاً عن: إرم نيوز