حادث أمني جديد يعيد القلق إلى الممرات الملاحية الحيوية في البحر الأحمر

في تصعيد جديد يهدد أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر، أعلنت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري، اليوم الخميس، أن ناقلة بحرية تعرضت لهجوم مسلح قبالة سواحل المخا اليمنية، على بُعد نحو 30 ميلاً بحرياً شمال غربي المدينة.
ووفقًا للتقارير، أطلق مسلحون كانوا على متن قارب صغير النار على السفينة، بالتزامن مع وقوع انفجارين قريبين من موقعها، في حادثة جديدة تضاف إلى سلسلة الهجمات المتصاعدة في المنطقة.

إطلاق نار من قارب سريع قرب ناقلة تجارية

بحسب المعلومات التي أوردتها شركة “أمبري”، وهي شركة مختصة بتتبع التهديدات الأمنية في الممرات الملاحية، فإن الهجوم وقع عندما اقترب قارب صغير من الناقلة وفتح النار عليها بشكل مباشر. 
وأضافت الشركة أن الانفجارين اللذين وقعا قرب السفينة لم يسفرا عن أضرار جسيمة وفق التقديرات الأولية، لكنهما وقعا على مسافة قريبة جدا، ما يعكس خطورة الحادث ودقته في الاستهداف.

الهجوم وقع قرب أحد أهم الموانئ اليمنية

يُعد ميناء المخا من أقدم وأهم الموانئ اليمنية على البحر الأحمر، وتزداد أهميته بسبب قربه من مضيق باب المندب، أحد أكثر الممرات المائية حساسية على مستوى العالم، حيث تمر من خلاله نسبة كبيرة من تجارة النفط العالمية. 
ويأتي الهجوم في توقيت يشهد فيه البحر الأحمر ومضيق باب المندب اضطرابات أمنية متزايدة، خصوصاً مع تصاعد التهديدات التي تستهدف السفن التجارية وناقلات النفط.

تزايد حوادث الهجمات على السفن في البحر الأحمر

تشير تقارير دولية إلى تصاعد وتيرة الهجمات البحرية خلال الأشهر الأخيرة، سواء من خلال الألغام أو الزوارق المفخخة أو الاستهداف المباشر بالصواريخ والطائرات المسيّرة، مما يهدد استقرار حركة الملاحة الدولية ويثير القلق في أوساط شركات الشحن البحري العالمية.

ولا تزال هوية المسلحين الذين نفذوا الهجوم على الناقلة قرب المخا غير معروفة، كما لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى الآن. 
إلا أن النمط المستخدم في الهجوم يُشبه إلى حد كبير الهجمات السابقة التي نُفذت في نفس المنطقة خلال الأشهر الماضية من جماعة الحوثي.

وعقب الحادث، أصدرت شركة “أمبري” تحذيراً للسفن العابرة للمنطقة بضرورة رفع درجة الحيطة والحذر، وتجنب المرور بالقرب من الساحل اليمني قدر الإمكان، إلى حين اتضاح ملابسات الهجوم بالكامل. 
كما طالبت السلطات البحرية الدولية بضرورة تعزيز إجراءات الحماية على السفن، وتكثيف الدوريات الدولية لحماية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب.
يمثل الهجوم الأخير قبالة المخا حلقة جديدة في سلسلة التحديات الأمنية التي تواجه النقل البحري العالمي في المنطقة. 
وبينما تتكثف التحذيرات من تدهور الأوضاع، يظل مستقبل الملاحة عبر البحر الأحمر مرهوناً بقدرة المجتمع الدولي على احتواء التهديدات وضمان حرية وسلامة الممرات المائية الحيوية.