حاشية جيسوس ترد.. هل طلب كونسيساو المستحيل من الاتحاد السعودي؟

في الوقت الذي ينتظر فيه جمهور نادي الاتحاد بفارغ الصبر الإعلان الرسمي عن مدربه الجديد لإنقاذ موسم الفريق، يقف التفاوض مع المرشح الأبرز، سيرجيو كونسيساو، عند نقطة خلاف تبدو بسيطة في شكلها، لكنها عميقة في دلالاتها: عدد المساعدين في جهازه الفني.
الإدارة الاتحادية ترى أن مساعدين اثنين عدد كافٍ، بينما يصر كونسيساو على جلب أربعة من رجاله المقربين، هذا الخلاف طرح سؤالاً مصيرياً: هل طلبات المدرب البرتغالي “تعجيزية”، أم أن إدارة الاتحاد هي التي تفكر بعقلية لا تواكب حجم طموحاتها والمنافسة الشرسة محلياً وعالمياً؟
جيوش أوروبا.. الأرقام لا تكذب
الإجابة تأتي سريعة وحاسمة عند النظر إلى ما يحدث في أندية النخبة الأوروبية، في مانشستر سيتي، لا يقود بيب غوارديولا ثورته التكتيكية بمفرده، بل يعتمد على جيش من المساعدين المتخصصين.
يضم جهازه الفني المباشر ما لا يقل عن 17 فردًا، من بينهم مساعدان أساسيان، ومدربان لحراس المرمى، وثلاثة خبراء لياقة، بالإضافة إلى جيش من محللي الأداء والفيديو، ولو أضفنا الأسماء الإدارية والكشافة سيصل هذا الرقم إلى 72 فردًا.
وفي برشلونة، أحضر المدرب الألماني هانزي فليك معه طاقماً ضخماً يتجاوز 16 فردًا، منهم خمسة مساعدين مباشرين له، والبقية تنقسم بين مدربي حراس المرمى واللياقة والتأهيل ومحللي الأداء والفيديو وغيرهم.
أما تشابي ألونسو، الذي تولى مؤخراً قيادة ريال مدريد، فقد حرص على بناء جهاز فني متكامل يضمن تطبيق فلسفته بدقة، وهو ما يتطلب فريق عمل كبير من تسعة أفراد منهم ثلاثة مساعدين مباشرين له.
الرد يأتي من الرياض.. حاشية جيسوس تتحدث
قد يرى البعض أن المقارنة بأوروبا غير عادلة، لكن الإجابة الأقوى تأتي من داخل الدوري السعودي نفسه، ومن “حاشية” المنافسين المباشرين.
في نادي النصر، لم يأتِ المدرب البرتغالي المخضرم جورجي جيسوس بمفرده، بل أحضر معه “حاشية” كاملة تتكون من 7 خبراء على الأقل، تشمل مساعدين، ومدرب لياقة، ومدرب حراس، ومحللي فيديو، ومدرباً تقنياً، الرقم المؤكد عن جيسوس عندما كان في الهلال كان 11 مساعدًا بحسب آخر التقارير، من بينهم جواو دي ديوس، ومدرب اللياقة مارسيو سامبايو، ومدرب الحراس فيتور بيريرا.
هذا الرقم يرد بوضوح على أن النجاح في دوري روشن لم يعد يعتمد على مدرب فرد، بل على منظومة عمل متكاملة، الأمر لا يختلف كثيراً في الهلال، وكذلك الحال في الأهلي السعودي.
الحكم النهائي.. طلبات طبيعية أم عقلية قديمة؟
بالعودة إلى طاولة مفاوضات الاتحاد، يتضح أن طلب كونسيساو جلب 4 مساعدين ليس فقط طلباً طبيعياً ومنطقياً، بل هو الحد الأدنى المطلوب للمنافسة بجدية مع الهلال والنصر والأهلي.
لغة الأرقام في كرة القدم الحديثة تؤكد أن النجاح يبنى على التفاصيل، وهذه التفاصيل يديرها “جيش” من المساعدين المتخصصين، الإصرار على تقليص هذا العدد لا يوفر بضعة رواتب بقدر ما يكشف عن “عقلية قديمة” قد تكون هي العائق الحقيقي أمام عودة “العميد” إلى مكانه الطبيعي في قمة كرة القدم السعودية.
نقلاً عن: إرم نيوز