حساسية الأطفال الزائدة.. كيف تحولها من مصدر خجل إلى قوة؟

حساسية الأطفال الزائدة.. كيف تحولها من مصدر خجل إلى قوة؟

غالبًا ما ينشأ الأطفال شديدو الحساسية وهم يشعرون بأن هناك خطبًا ما فيهم، نتيجة لضغوط المجتمع الذي لا يقدّر العمق العاطفي والحساسية؛ ففي عالم يمجّد الصلابة والصوت العالي والانفتاح الاجتماعي، يُساء فهم الأطفال الحساسين ويُطلب منهم “أن يكونوا أقوى”، ويُلامون على ردود أفعالهم العاطفية. وبدلاً من أن يُنظر إلى حساسيتهم كقوة، يُشعرون بالخجل ويتبنون نظرة سلبية لأنفسهم.

وبهذا الخصوص، شاركت الدكتورة جوديث أورلوف، طبيبة نفسية وكاتبة، تجربتها الشخصية مع الشعور بالخجل بسبب حساسيتها، مع موقع “سايكولوجي توداي”؛ إذ تقول إن تعليقًا بسيطًا من والدتها أمام الآخرين ترك أثرًا عميقًا فيها لسنوات، ما يوضح كيف يمكن للعار أن يلتصق بنفسية الطفل ويؤثر في ثقته بنفسه وهويته كبالغ.

والأطفال شديدو الحساسية مهيئون بيولوجيًا للشعور بشكل أعمق من غيرهم. فجهازهم العصبي أكثر حساسية للمثيرات، ما يجعلهم عرضة للإرهاق الحسي والعاطفي؛ إذ يتأثرون بسهولة بالضوضاء أو الفوضى أو معاناة الآخرين، كما أنهم غالبًا ما يتمتعون بدرجة عالية من التعاطف والإبداع والإدراك. إلا أن هذه الصفات قد تجعلهم عرضة للتنمر أو العزلة أو عدم الفهم من قبل من حولهم.

وفي كتابها “الأرنب الحساس جدًا”، تقدم أورلوف شخصية “أورورا”، وهي فتاة حساسة تُستبعد من اللعب وتُنتقد لأنها “عاطفية جدًا”، لكنها تتعلم لاحقًا أن حساسيتها هي أعظم نقاط قوتها، في رسالة موجهة لكل طفل يشعر بأنه “مختلف”.

وتقدم أورلوف عدة نصائح للآباء:

  •  تقدير المشاعر: لا تقل له “لا تبكِ”، بل قل “أفهم أنك تشعر بالإرهاق، دعني أساعدك”.
  •  الاحتفاء بتميزه: ركّز على تعاطفه وإبداعه وذكائه العاطفي.
  •  حماية حدوده: لا تسمح لأحد أن يسخر من طفلك أو يقلل من مشاعره.
  •  التصدي للتنمر: تواصل مع المدرسة لوضع حد واضح وسريع.
  •  كن قدوة: عندما يُظهر الوالد مشاعره ويتعامل معها بوعي، يتعلم الطفل أن الحساسية ليست ضعفًا بل قوة.

في النهاية، إذا حصل الأطفال الحساسون على الدعم والتقدير، يمكنهم أن يكبروا ليصبحوا بالغين متوازنين، شجعانًا، ورُحّبًا. هؤلاء هم فنانو المستقبل، معالجوه، ورؤاته. علينا كمجتمع أن نتوقف عن الخجل من الحساسية، وأن نبدأ في احتضانها.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف