
في ليلة كروية مجنونة حُبست فيها الأنفاس، انتهى الكلاسيكو السعودي المثير بين الهلال والأهلي بالتعادل الإيجابي 3-3، في سيناريو درامي شهد عودة تاريخية لـ”الراقي” بعد تأخره بثلاثية نظيفة في الشوط الأول.
وبينما خطف نجوم مثل إيفان توني ورياض محرز من الأهلي، ومالكوم من الهلال، الأضواء بأداء بطولي، كان هناك جانب آخر للقصة؛ نجوم كبار قَدِموا بآمال عريضة من جماهيرهم، لكنهم ظهروا كأشباح في الملعب وقدموا أداءً باهتًا لا يرقى لحجم المباراة، فكانوا خارج الخدمة تمامًا في وقت كان فريقهم في أمس الحاجة إليهم.
1. سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش (الهلال)
كان من المفترض أن يكون النجم الصربي هو رمانة الميزان في وسط ملعب الهلال، اللاعب القادر على فرض السيطرة البدنية والفنية. لكنه ظهر بعيدًا كل البعد عن مستواه المعهود، فاقدًا للحضور والتأثير.
لم ينجح سافيتش في إيقاف ضغط لاعبي الأهلي في الشوط الثاني، وفشل في الاحتفاظ بالكرة لتخفيف العبء عن دفاعه المنهار.
أرقامه تعكس أداءه المتواضع، حيث كان غائبًا عن الالتحامات الحاسمة وخسر معركة الوسط تمامًا؛ ما سمح للأهلي بالعودة والتحكم في مجريات اللعب بسهولة، ليصبح نقطة ضعف واضحة بدلًا من كونه مصدر قوة.
2. روبن نيفيز (الهلال)
على عكس المتوقع من مايسترو بحجمه، لم يقدم روبن نيفيز الأداء المنتظر منه في ضبط إيقاع اللعب. في الشوط الأول، لم يظهر بالفاعلية المطلوبة في بناء اللعب السريع الذي عُرف به الهلال، وفي الشوط الثاني، انهار دوره كليًا كحائط صد أول أمام الدفاع.
ومع تراجع الهلال، فشل نيفيز في تنظيم الصفوف أو تهدئة اللعب، وبدا تائهًا في وسط الملعب، مكتفيًا بتمريرات جانبية لم تقدم أي إضافة. كانت مهمته الأساسية هي حماية رباعي الدفاع عند فقدان الكرة، وهو ما لم يقم به على الإطلاق خلال انتفاضة الأهلي.
3. سالم الدوسري (الهلال)
على الرغم من صناعته هدفًا لمالكوم، وهو إنجاز فردي يُحسب له، فإن الأداء العام لسالم الدوسري كان محبطًا للغاية ومخالفًا للتوقعات.
لم يعد الدوسري ذلك اللاعب المرعب الذي يخترق الدفاعات بمهاراته وسرعته، كان حضوره متقطعًا، وغابت عنه الجرأة في المواجهات الفردية، وفقد الكثير من الكرات بسهولة.
بدا “التورنيدو” وكأنه يلعب دون شغف، واختفى تأثيره تمامًا في الشوط الثاني، وهو الوقت الذي كان فيه الهلال بحاجة ماسة لقائد فني يمسك بزمام المبادرة ويعيد الفريق إلى المباراة.
4. إنزو ميلوت (الأهلي)
رغم عودة فريقه المذهلة، كان الفرنسي إنزو ميلوت أحد أقل اللاعبين تأثيرًا في تشكيلة الأهلي. في الشوط الأول الكارثي، كان ميلوت غائبًا تمامًا عن تقديم المساندة الدفاعية لزملائه في الوسط؛ ما تسبب في ترك مساحات شاسعة استغلها الهلال ببراعة.
هجوميًا، لم يقدم الزيادة العددية المعهودة عنه، ولم يصنع أي فرصة حقيقية. أداؤه الباهت أجبر المدرب على الاعتماد بشكل كلي على الحلول الفردية من رياض محرز، ليظل ميلوت ضيف شرف في ملحمة كان من المفترض أن يكون أحد أبطالها.

5. ثنائي دفاع الأهلي (ميريح ديميرال وروجر إيبانيز)
صحيح أن ديميرال سجل هدف التعادل القاتل، لكن هذا الهدف لا يمحو الأداء الدفاعي الكارثي الذي قدمه هو وزميله روجر إيبانيز طوال الشوط الأول.
كان الثنائي مسؤولًا بشكل مباشر عن الأهداف الثلاثة التي سكنت شباك فريقهم؛ غياب كامل للانسجام، سوء تمركز فاضح، وبطء في ردة الفعل.
ظهر الدفاع الأهلاوي مفككًا تمامًا، وسمح لمهاجمي الهلال بالوصول إلى المرمى بسهولة متكررة، ولولا صحوة الفريق في الشوط الثاني، لكان هذا الثنائي هو المتسبب الرئيسي في هزيمة مذلّة.
نقلاً عن: إرم نيوز