أصبحت عبارة “اشتر الآن وادفع لاحقاً”، أو كما تعرف بـ “Buy now and pay later”، شائعة بين مستخدمي الأسواق الرقمية ، لاسيما بين الشباب الذين يرغبون في الحصول علي احتياجتهم من السلع المختلفة دون التأثير علي ميزانياتهم بشكل فوري، فيجدون هذا الخيار أفضل وسيلة تخدم هدفهم هذا ويجتذبون إليه.

إلا أن مجموعة من الخبراء حذروا من أن هذا النظام قد يتحول إلي فخ مالي ما لم يتم استخدامه بحذر.

وحذرت هالي ساكس، أحد المؤثرين في مجال التمويل الشخصي والتي يتجاوز عدد متابعيها المليون شخص عبر الإنترنت، من مخاطر خطط “اشترِ الآن وادفع لاحقًا” (BNPL)، خلال ظهورها في برنامج “Fox & Friends” ، واعتبرت هذه الممارسات “مفترسة”، وفقًا لموقع Fox Business.

قالت “ساكس”: “رأيي هو أنه لا ينبغي استخدام عبارة ‘اشتر الآن وادفع لاحقًا’ على الإطلاق، وإذا كنت بحاجة إلى تمويل شيء ما، فاستخدم بطاقة ائتمان، والعديد من شركات بطاقات الائتمان تقدم خيارات الدفع على مدى فترة زمنية محددة بفائدة 0%”، مشيرةً إلي أن بطاقات الائتمان توفر فوائد مهمة لا توفرها خطط BNPL، مثل حماية المستهلك وفرصة بناء الائتمان.

مخاطر التأخر في السداد

تُمكِن خدمات “اشتر الآن وادفع لاحقا” المستهلكين من تقسيط مشترياتهم بدلاً من دفع المبلغ كاملًا مقدمًا،ولكن في حال التأخر عن السداد في المواعيد المحددة، قد تُفرض عليهم غرامات إضافية.

وقد كشفت توقعات حديثة عن نمو قياسي مرتقب في حجم المعاملات عبر خدمات الدفع الرقمي، وذلك مع تزايد الإقبال عليها كبديل آمن لبطاقات الائتمان التقليدية. وتتوقع التقارير أن تحقق هذه الخدمات أرقامًا غير مسبوقة خلال العام الجاري وحده.

ورغم ذلك، يحذر الخبراء الماليون من أن الاعتماد عليها قد يؤدي إلى الإفراط في الإنفاق وتراكم الديون بسرعة ما لم يكن المستهلكون علي قدرٍ من الدراية الكافية بأسلوب استخدامها.

كوستكو تطلق خدمة BNPL للمشتريات الكبيرة

ومن خلال استطلاع رأي أُجري في أبريل الماضي، أوضحت شركة “LendingTree”، أحد منصات الإقراض الإلكترونية، أن نسبة متزايدة من الأميركيين يلجأون إلى خدمات “اشتر الآن وادفع لاحقًا” لتغطية الاحتياجات اليومية مثل البقالة.

وتفسر “ساكس” انتشار هذه الخدمة جزئيًا نتيجة ارتفاع الأسعار وارتفاع أسعار الفائدة، التي استؤنفت منذ أقل من عامين بعد توقفها أثناء جائحة “فيروس كورونا”.

وأضافت “ساكس”: “يواجه الجيل Z تضخمًا هائلًا، ولم تواكب الأجور هذا التضخم، وهذه طريقة للحصول على ما نريد”.

وأشار المسح، الذي شمل 2000 مستهلك تتراوح أعمارهم بين 18 و79 عامًا، إلى أن نحو نصف البالغين الأمريكيين استخدموا خدمات BNPL مثل Klarna أو Affirm. شكل جيل الألفية النسبة الأكبر، لكن جيلي Z وX لم يكونا بعيدين عنهم