« خبراء» يوضحوا طرق التنازل عن درجات الرأفة بالثانوية العامة 2025


أثار الحديث عن إمكانية تنازل طلاب الثانوية العامة عن درجات الرأفة مقابل إعادة السنة الدراسية بهدف تحسين المجموع، حالة من الجدل بين الطلاب وأولياء الأمور، وسط تساؤلات حول مدى قانونية هذا الإجراء، وتأثيره على نظام التعليم القائم.

وفي هذا السياق، قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، إن تنازل طلاب الثانوية العامة عن درجات الرأفة بهدف إعادة السنة الدراسية لتحسين المجموع، إذا كان متاحًا قانونًا، يعد مؤشرًا على القبول الضمني لنظام البكالوريا، لاسيما في جزئية تحسين الدرجات.

وأوضح حجازي، في تصريحات خاصة  لـ “كشكول”، أن “الطالب الذي يلجأ لهذا الإجراء يكون هدفه الأساسي هو تحسين المجموع، وهو ما يُعد أحد الركائز الرئيسية لنظام البكالوريا، الذي يتيح للطالب فرصة تحسين الدرجات”.

وأشار، إلى أن فرص التحسين داخل نظام البكالوريا أكثر مرونة وعدالة من إعادة السنة كاملة، حيث يتيح النظام للطالب تحسين درجة مادة واحدة فقط، كما يمكنه ذلك من أول مرة دون الحاجة إلى إعادة العام الدراسي بأكمله.

وأكد الخبير التربوي، أن لجوء الطالب لهذا الخيار  إذا تم إقراره رسميًا يُعد بمثابة اعتراف عملي بفاعلية فكرة التحسين كما في نظام البكالوريا”، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن “عدم اتخاذ الطالب لهذا الإجراء رغم إتاحته لا يعني بالضرورة رفضه لفكرة التحسين، لأن هناك فروقًا جوهرية بين النظامين تم شرحها سابقًا”.

أستاذ بجامعة عين شمس.. الثانوية العامة تخضع لقانون صارم ولا مجال للعبث بالنتائج

قال الدكتور محمد عبد العزيز، أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، إن المقترح المتداول بشأن تنازل بعض طلاب الثانوية العامة عن درجات الرأفة مقابل عدم إعادة السنة الدراسية، هو مقترح غير قانوني ولا يصلح للتطبيق، مشيرًا إلى أن الثانوية العامة تخضع لقانون صارم لا يتيح هذا النوع من الاستثناءات.

وأوضح عبد العزيز، في تصريحات خاصة لـ”كشكول”، أن “طلاب الثانوية العامة تحكمهم قواعد واضحة، تنص على أنه في حال رسوب الطالب في ثلاث مواد مقررة، يجب عليه إعادة السنة الدراسية بالكامل، أما إذا كان لديه مادتان أو مادة واحدة، فيحق له دخول امتحانات الدور الثاني فقط”.

وشدد الخبير التربوي، على أن مفهوم “درجات الرأفة” لا يطبق مطلقًا في الثانوية العامة، بعكس ما هو معمول به في الجامعات، حيث قال: “الطالب في الثانوية العامة يحصل على الدرجات الفعلية التي حصل عليها في الامتحانات، ولا توجد آلية تمنحه درجات إضافية تحت بند الرأفة، كما هو الحال في التعليم الجامعي”.

وهاجم عبد العزيز، أصحاب هذا المقترح، قائلًا: “لا أعرف على أي أساس تم طرح مثل هذا المقترح غير المنطقي وقبل أن يطرح أحدهم أي فكرة أو تعديل، يجب أولًا أن يراجع القوانين واللوائح المنظمة للثانوية العامة ولا يوجد في القانون ما يسمح بالتنازل عن درجات الرأفة، ولا توجد درجات رأفة أصلًا في هذه المرحلة التعليمية”.

واختتم في تصريحاته، أن المقترح لا يستند لأي أساس قانوني أو تربوي، وأرى أنه لا يستحق حتى أن يكون محل نقاش، لأنه يخالف القواعد المعمول بها ويخلق بلبلة لا داعي لها.

أستاذ مناهج.. لا يحق للطالب الناجح إعادة السنة لتحسين المجموع

قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أن نظام امتحانات الثانوية العامة يعتمد على أسئلة موضوعية واختيار من متعدد، يتم تصحيحها بدقة عالية باستخدام آليات تضمن الموضوعية والعدالة، موضحًا أن حتى أسئلة المقال يتم تصحيحها وفق معايير واضحة ومحددة مسبقًا.

وأضاف شحاتة، في تصريحات خاصة لـ “كشكول”، أن نظام التصحيح الحالي يضمن أن تكون الدرجات التي يحصل عليها الطالب معبرة بدقة عن مستواه وقدراته الفعلية، إذ لا مجال للخطأ أو الاجتهاد الشخصي من المصححين.

وأشار أستاذ المناهج، إلى أن درجات الرأفة تُمنح وفق نسب وقواعد ثابتة يتم تطبيقها على جميع الطلاب دون استثناء، مشددًا على أن هذا النظام يحقق العدالة ويصب في مصلحة الطالب، حيث يمنح الحد الأدنى من الدرجات للانتقال إلى المرحلة التالية إذا كان الفارق بسيطًا.

وأشار إلى أن الطالب الناجح لا يحق له إعادة العام الدراسي من أجل تحسين المجموع، لأن الدولة تعتمد على ملء الأماكن الشاغرة في الثانوية العامة بطلاب جدد، ولا يمكن شغل هذه المقاعد بمن اجتازوا الامتحان بالفعل.

واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن نظام الرأفة الحالي لا يمكن التنازل عنه أو رفضه من قبل الطلاب، لأنه جزء من منظومة موحدة تهدف إلى تحقيق العدالة المطلقة، ولا يسمح بتغييره بحسب رغبات فردية.

حنان إسماعيل.. “إعادة السنة ليست بديلًا للرأفة والدرجات تُمنح بضوابط دقيقة”

قالت الدكتورة حنان إسماعيل، الخبيرة التربوية، إن درجات الرأفة تمثل روح القانون داخل أنظمة التقويم التعليمية، ووجودها ضروري لتحقيق التوازن بين الدقة الأكاديمية والبعد الإنساني، مشددة على أنه لا يجوز إلغاؤها تحت أي مبرر، حتى وإن كان في مقابل السماح بإعادة السنة الدراسية.

وأوضحت في تصريحات خاصة لـ”كشكول”، أن درجات الرأفة لا تُمنح بشكل عشوائي، بل تخضع لضوابط صارمة، تضمن العدالة بين جميع الطلاب، مشيرة إلى أن الهدف من تطبيقها هو تقليل ما يُعرف بـ”الرسوب الهامشي” الذي قد يؤدي إلى إعادة السنة بسبب فقدان الطالب لنقطة أو اثنتين فقط.

وأضافت، أن هذه الدرجات تعمل كآلية لتقليل العبء النفسي عن الطلاب، خاصة من يمرون بظروف صحية أو نفسية مفاجئة أثرت على أدائهم في الامتحانات، مؤكدة أن درجات الرأفة تُمنح لمن اقترب من درجة النجاح، وفق معايير محددة في قانون التعليم، ولا تمنح لمن يتجاوز هذا الحد.

وشددت إسماعيل، على أن إلغاء درجات الرأفة لصالح إعادة السنة ليس منطقيًا، لأن كلا النظامين مختلف، وأشارت إلى أن الرأفة لا تمنع إعادة السنة، فإذا تجاوز الطالب الحد الأقصى المسموح له من درجات الرأفة، سيعيد السنة تلقائيًا، لكن إلغاؤها تمامًا قد يؤدي إلى فقدان كثير من الطلاب لحماسهم ودافعيتهم نحو التعلم.

وأكدت، على أن إلغاء درجات الرأفة يحمّل الأسرة والدولة أعباء إضافية لا مبرر لها، موضحة أن “الدرجتين أو الثلاث درجات التي تمنح في إطار ضوابط دقيقة، لا تُقارن بتكلفة إعادة عام دراسي كامل على الطالب والنظام التعليمي.

واختتمت حديثها، بأن الرأفة ليست تمييزًا، بل أداة تعليمية عادلة، تحقق الإنصاف وتراعي الظروف الإنسانية، وهي جزء أصيل من فلسفة التقييم الحديثة، ولا يجوز التخلي عنها.


نقلاً عن : كشكول

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *