خطة تشغيل موقف رمسيس الجديد وإغلاق السبتية

خطة تشغيل موقف رمسيس الجديد وإغلاق السبتية

وسط صخب العاصمة القاهرة التي لا تهدأ، يعود ميدان رمسيس إلى واجهة الأحداث من جديد، لكن هذه المرة ليس كرمز للحركة اليومية أو كملتقى للقطارات والسيارات والباعة، بل كساحة لتجربة حضرية ضخمة تعيد تشكيل ملامحه بالكامل. 

تحويل واحدة من أكثر المناطق ازدحامًا إلى مساحة أكثر تنظيمًا وهدوءًا

المشروع الذي أطلقته محافظة القاهرة يهدف إلى تحويل واحدة من أكثر المناطق ازدحامًا إلى مساحة أكثر تنظيمًا وهدوءًا، لكن الخطوة لم تمر دون إثارة جدل، خاصة مع قرار هدم مبنى «هندسة السكة الحديد» التاريخي الذي اعتبره كثيرون خسارة فادحة للذاكرة العمرانية المصرية.

تشهد المنطقة الممتدة من السبتية إلى كوبري الليمون تغييرات واسعة؛ إذ جرى إخلاء الأكشاك العشوائية ونقل نحو 130 باكية وكشك، مع بدء صيانة كوبري الليمون التراثي بالتنسيق مع جهاز التنسيق الحضاري وهيئة السكك الحديدية. 

كما تم وضع خطة لإزالة المواقف العشوائية ونقل ما يقارب ألف ميكروباص إلى الموقف الحضاري الجديد بأحمد حلمي، القريب من موقعهم الأصلي، والذي صُمم ليستوعب 735 مركبة على مساحة تتجاوز 20 ألف متر مربع، مع تخصيص طوابقه للأنشطة التجارية والباعة الذين جرى ترحيلهم من الميدان.

يتم العمل على تجديد الرصف والإنارة وتكسية الحوائط بالحجر الهاشمي

ولا يقتصر التطوير على رمسيس وحده، بل يشمل أيضًا نفق شبرا الذي يربط وسط القاهرة بمناطق الساحل وروض الفرج، حيث يتم العمل على تجديد الرصف والإنارة وتكسية الحوائط بالحجر الهاشمي.

المبنى يمثل تحفة معمارية شاهدة على حقبة مهمة من تاريخ مصر

لكن، ورغم الطموحات، اصطدمت الجهود بانتقادات برلمانية وشعبية حادة. فقد أثار هدم مبنى «هندسة السكة الحديد» موجة غضب، إذ اعتبرته النائبة سميرة الجزار إهدارًا لقيمة تاريخية لا تعوض، مشيرة إلى أن المبنى يمثل تحفة معمارية شاهدة على حقبة مهمة من تاريخ مصر الصناعي والهندسي.

بهذا، يقف مشروع تطوير رمسيس على مفترق طرق، بين وعود بخلق ميدان أكثر حضارية وتنظيمًا، وبين خسارة معمارية قد تبقى محل جدل طويلًا.

يبقى ميدان رمسيس، برمزيته العريقة ودوره المحوري في قلب العاصمة، مسرحًا لصراع بين الحداثة والحفاظ على التراث، فبينما تسعى الحكومة إلى إعادة تخطيطه بما يحقق السيولة المرورية والتنظيم الحضاري، يرفض كثيرون التضحية بمبانٍ تاريخية تمثل ذاكرة أجيال كاملة.

وإنشاء الموقف الحضاري الجديد، ونقل الباعة إلى أماكن بديلة، وتجديد النفق، خطوات تحمل وعودًا بتغيير وجه المنطقة للأفضل، لكنها في الوقت ذاته تفتح بابًا واسعًا للنقاش حول جدوى التطوير على حساب الهوية العمرانية.

وفي ظل هذا الجدل، يظل رمسيس شاهدًا على معادلة صعبة: كيف يمكن للقاهرة أن تتنفس بروح العصر من دون أن تفقد ملامحها التي صنعت تاريخها الممتد عبر أكثر من قرن.

نقلاً عن: موقع تحيا مصر

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف