شهدت محافظة دمياط اليوم السبت موجة طقس سيء غير مسبوقة، حيث تحولت شوارعها إلى مجارٍ مائية بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت بغزارة على مدن دمياط ورأس البر ودمياط الجديدة، وبلغت ذروتها في مركز كفر سعد، ما تسبب في غرق عدة شوارع رئيسية وتعطيل حركة المرور بشكل ملحوظ. ولم تكن قرية الوسطاني بمنأى عن الأجواء القاسية، حيث اجتاحتها مياه الأمطار التي تسللت إلى المنازل وغطت السيارات، لتتعطل الحياة بداخلها.
كما تأثر قطاع الصيد، أحد أهم مصادر الدخل بالمحافظة، حيث تعذر خروج المراكب من بوغاز عزبة البرج بسبب ارتفاع أمواج البحر المتوسط وتقلبات الطقس، واضطر الصيادون إلى انتظار تحسن الأجواء، بينما لجأ بعضهم إلى مراقبة الأرصاد بشكل مستمر خوفًا من مفاجآت الطقس.
المحافظ يعلن حالة الطوارئ
من جانبه أعلن الدكتور أيمن الشهابي، محافظ دمياط، حالة الاستنفار القصوى، ووجه الوحدات المحلية بالتعاون مع شركة مياه الشرب لتنفيذ حملات مكثفة لشفط المياه وإعادة حركة المرور إلى طبيعتها. فيما شهدت مدينة الروضة تحرّكًا سريعًا لفرق الطوارئ، حيث تم تنظيف بالوعات الصرف الصحي وإزالة الرمال والمخلفات التي سدّت الطرق، خاصة في رأس البر التي شهدت هبوب رياح قوية زادت من تعقيد الموقف.
الأرصاد تحذّر من انخفاض حاد في درجات الحرارة
أعلنت هيئة الأرصاد الجوية عن استمرار موجة الطقس البارد، ومن المتوقع أن تصل درجة الحرارة العظمى إلى 20 مئوية، بينما تهبط ليلًا إلى 15 درجة، مع توقعات بهطول أمطار متفرقة ورياح نشطة، وأكدت الهيئة أن هذه الأجواء ستستمر خلال الأيام المقبلة، ما يزيد من مخاطر تشكل السيول في الشوارع غير المجهزة لاستقبال مثل هذه الكميات من المياه.

استمرار العمل في الميناء رغم العاصفة
على الرغم من سوء الأحوال الجوية، أعلن ميناء دمياط عن انتظام العمل بشكل طبيعي، حيث لم تتأثر حركة السفن والحاويات بالعاصفة، ما يعكس جاهزية البنية التحتية للميناء لمواجهة التقلبات المناخية. إلا أن بعض الصيادين العاملين في المناطق المجاورة اشتكوا من صعوبة الإبحار، مما قد يؤثر على إمدادات الأسماك في الأسواق المحلية.
تحديات البنية التحتية.. ومطالب بالتطوير
كشفت الأزمة عن ضعف بعض البنى التحتية في قرى دمياط، حيث عجزت شبكات الصرف عن استيعاب كميات الأمطار، ما أدى إلى تكرار مشاكل الغرق. وطالب السكان بضرورة تطوير أنظمة الصرف الصحي وتعزيز كفاءة شبكات تصريف المياه، خاصة في المناطق الريفية التي تتعرض للغرق بشكل شبه سنوي.
وعلى جانب آخر أظهر مواطنون روحًا عالية، حيث تطوع شباب القرية لمساعدة كبار السن في إخلاء منازلهم من المياه، وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تضامن الأهالي، بينما انتقد آخرون بطء استجابة بعض الجهات.

نقلاً عن : تحيا مصر
لا تعليق