تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية اليوم بذكرى استشهاد القديس مارمرقس الرسول، الذي يُعرف بلقب كاروز الديار المصرية. وبهذه المناسبة، أوضح كيرلس كمال، الباحث في شؤون الكنيسة، في تصريحات خاصة ، أن القديس مارمرقس يعتبر الدعامة الأساسية التي ارتكزت عليها الكنيسة القبطية المصرية، حيث يمثل الأساس الرسولي لهذه الكنيسة.

ذكرى استشهاد القديس مارمرقس الرسول
وأشار أيضًا إلى أن الكنيسة القبطية المصرية ظلت محافظة على ما ورثته عن القديس مارمرقس على مر العصور. وقد أكدت المستشرقة ميسز بوتشر في كتابها “تاريخ الأمة القبطية وكنيستها” هذا الأمر، موضحة أن الكنيسة القبطية التي أسسها القديس مرقس استطاعت الحفاظ على تقاليدها و طقوسها الأصيلة أكثر من أي كنيسة أخرى منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا.

المميزات التي يتميز بها القديس مارمرقس الرسول
كما ذكرها كيرلس كمال في البحث الكنسي، هي:
1- الانتماء إلى سبط لاوي: كان القديس مارمرقس الرسول من عائلة متدينة تهتم بالناموس والكتب المقدسة. تميزت والدته بكونها من أوائل المؤمنين بالسيد المسيح، حيث كرست حياتها لخدمته. بالإضافة إلى ذلك، كان لعائلته صلة قربى قوية برسل المسيح، فخاله برنابا كان واحداً من السبعين رسولاً، وزوجة القديس بطرس تربطها قرابة بوالده.
وُلد القديس مارمرقس الرسول في قرية برطلس، وهي قرية زراعية غنية بتربتها الخصبة وتقع بين سيرين (الشحات حاليًا) ومدينة أبولونيا (سوسة حاليًا). تمتعت عائلته برخاء وثراء، لكن نتيجة هجمات بعض البرابرة، فقدوا ممتلكاتهم واضطروا إلى العودة إلى أورشليم. وقد شكّل اليهود الليبيون آنذاك مجمعًا خاصًا بهم، كما أُشير إليه في سفر الأعمال (الإصحاح السادس، العدد التاسع). وأوضح المؤرخ اليهودي يوسيفوس أن يهود سيرين كانوا يشكلون جالية مستقلة ومتميزة في أورشليم، وحظوا بامتيازات خاصة في عهد يوليوس قيصر.
3- القديس مارمرقس الرسول من بين السبعين رسولاً، أدرجه ابن كبّري ضمن قائمة السبعين في الفصل الرابع من كتابه. كان من الخدام الذين شاركوا في ملء الجرار بالماء في عرس قانا الجليل. يُقال إنه كان الشخص الذي حمل جرة الماء وسأله التلميذان: “أين يمكن للسيد أن يحتفل بالفصح مع تلاميذه؟”. وكان منزله المكان الذي استضاف السيد المسيح وتلاميذه، حيث تم إعداد الفصح وأقيم العشاء الأخير وتم تأسيس سر الأفخارستيا. يُعتقد أن القديس مرقس كان الشاب الذي ظهر مرتديًا إزارًا على عريه عندما تم القبض على السيد المسيح.

4- قربه من السيد المسيح يتجلى في أنه كان على صلة وثيقة به وشاهدًا على العديد من أحداث خدمته. يظهر هذا في الوصف التفصيلي والدقيق للعديد من تلك الوقائع كما ورد في إنجيله، مما يعكس اطلاعه القريب على حياة وخدمة السيد المسيح له المجد.
5- ظهور المسيح له ولتلاميذه: ظهر المسيح لتلاميذه في منزل القديس مارمرقس الرسول بعد حادثة الصلب، وكان هذا أيضًا المنزل حيث حلّ الروح القدس في يوم الخمسين. وبذلك نال الروح القدس مع التلاميذ، وأصبح منزله المكان الذي اجتمع فيه الرسل. يُعتبر هذا المنزل بمثابة أول كنيسة في التاريخ المسيحي.
نقلاً عن : صوت المسيحي الحر
لا تعليق