ولدت ثريا يوسف عطا الله الشهيرة بـ”سناء جميل” في 27 أبريل 1930 داخل أسرةٍ ثرية، لكنّ حياتها انقلبت رأسًا على عقب بعد وفاة والدها المُبكرة، لتنشأ تحت رحمة شقيقٍها الذي صفعها على وجهها لتفقد 30% من سمعها حين أصرّت على التمثيل.
طُردت سناء جميل من منزل العائلة، لتجد نفسها وحيدةً في شوارع القاهرة، لتنام في مساكن زملائها مثل الفنان سعيد أبو بكر، وتأكل “عيش وجبنة” لأشهر عديدة، كما روت لمجلة “هي” عام 1964 وهي تقول: كنت أختار بين شراء حذاء أو دفع إيجار.. كنت أبيع ثيابي لأدخل المعهد”
مشهد من الذاكرة أقنع المحاضرين بموهبتها
التحقت سناء جميل بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، واضطرت لتزوير توقيع شقيقها بعد أن رفض الوافقة على التحاقها، ورغم تخرجها من مدرسة فرنسية (الميرسي ديو) وضعف لغتها العربية، أدت مشهدًا من الذاكرة أقنع المحاضرين بموهبتها، بينما التحدي الأكبر كان خارج المسرح حيث تقول في حوار مع جريدة “الأخبار” 1978: أول مرة وقفت على الخشبة، شعرت أنني وُلدت من جديد.. أخيرًا وجدت منزلًا لا يطردني أحد منه!”

قصة حب مع الكاتب الصحفي لويس جريس
في مفارقةٍ غريبة، وقع لويس جريس – الكاتب الصحفي المسيحي – في حبها، ولأنها كانت تردد “والنبي” باستمرار، ظنها مسلمةً وهمّ بإشهار إسلامه،، وبمجرد أن اكتشف أنها مسيحية، تزوجا ببساطة، لكنّ الشرط الوحيد الذي فرضته عليه كان: عدم الإنجاب، وهو القرار الذي ندمت عليه لاحقًا، خاصة حين أصيبت بانزلاق غضروفي أثناء سفره، وبقيت أسبوعين طريحة الفراش بلا معين سوى كلبها، كما ذكرت لـمجلة “آخر ساعة” 1979: قائلة “لو كان لي طفل، لَمَا بكيت وحيدة”

مِن “نفيسة” المهمشة إلى نجمة باريس
وصلت إلى الشهرة بدور “نفيسة” في فيلم “بداية ونهاية” (1960) بعد رفض فاتن حمامة للدور، لكنّ مفاجأتها الكبرى كانت على المسرح الفرنسي عام 1977، حيث قدمت مسرحية “رقصة الموت” باللغة الفرنسية مع الممثل كلودمان، لتصبح أول عربية تتردد أسماؤها في صحف باريس الفنية.
سناء جميل.. نجمة متعددة الشخصيات
قدمت سناء جميل عدد من الأفلام أبرزها “اضحك الصورة تطلع حلوة”، “بلال مؤذن الرسول”، “ومرت الأيام”، “أهل الهوى”، “شياطين الجو”، “لن أبكي أبداً”، “بداية ونهاية”، “فجر يوم جديد”، فيلم “الزوجة الثانية”، فيلم “الشوارع الخلفية”، “توحيدة”، “سواق الهانم”، “السيد كاف”، “الشك يا حبيبي”، “ملائكة الشوارع” وغيرها من الأفلام أما التليفزيون شاركت في مسلسلات “ساكن قصادى”، “اللقاء الأخير”، “ابن سينا”، “حل يرضي جميع الأفراد”، “وعاد النهار”، “الراية البيضا”، “ساكن قصادي”، “خالتي صفية والدير”، “الرقص على سلالم متحركة”، “سور مجرى العيون”، “حصاد الحب”.

بعد الوفاة .. جثمان ينتظر عائلة لم تأت
بعد معاناةٍ مع سرطان المعدة، رحلت في 22 ديسمبر 2002، تاركةً وصيةً غريبة: انتظر زوجها 3 أيام بجوار جثمانها على أمل حضور أحد أقاربها، لكن لم يَظهر أحد. دُفنت وحيدةً كما عاشت، لكنّ جمهورها خلدها بجنازةٍ شعبية حاشدة، حملت لافتات كتب عليها: *”وداعًا.. أم الفنّانين.
نقلاً عن : تحيا مصر
لا تعليق